شهد حي "الدعتور" الواقع وسط مدينة اللاذقية، احتفالا أهليا ضم عشرات العائلات التي توافدت إلى منزل المصاب أحمد شرابي، بعد تلقيها خبر قدومه من لبنان الذي أمضى فيه قرابة العام أنهى خلاله رحلة علاج شاقة، بعد أن فتك لغم أرضي بقدميه، أثناء قيامة بمهمة في تلة "الغنمة" الواقعة بالقرب من جبل الأكراد، والتي كانت البوابة الأهم لتحرير الكثير من القرى لكونها مشرفة ونقطة استراتيجية.
وعلت أصوات الطبول والزمر مع زغاريد النسوة أرجاء الحي عندما وصل الجريح أحمد إلى منزله المتواضع، الذي غص بالمهنئين من رفاق السلاح وسكان الأحياء المجاورة.
وعبر أحمد شرابي لـ"سبوتنيك" عن فرحته العارمة لكونه عاد إلى عائلته، فهو لم يكن يتوقع أن يبقى على قيد الحياة عندما أدى انفجار أحد الألغام التي زرعها المسلحون إلى تهشيم الجزء السفلي من جسده دون أن يفقده الوعي، وقال شرابي أنه طلب من رفاقه تركه وحيدا كي لا يؤدي تجمعهم إلى خسائر إضافية لكنهم رفضوا ذلك وقاموا بحمله مسافة طويلة تحت وابل من القذائف المتفجرة وعمليات القنص، التي لم تضعف من إيمان المسعفين ليجد نفسه في نهاية الأمر في أحد مستشفيات المدينة التي قدمت له الخدمات الأولية ليصار إلى نقله إلى خارج البلاد لاستكمال العلاج وتركيب أطراف اصطناعية.
ويتطلع الجريح أحمد شرابي نحو المستقبل بتفاؤل وإصرار على متابعة المشوار الذي بدأه في الدفاع عن وطنه، وقال: أنه مستعد للقتال مجدداُ كي يكمل مسيرته التي يثق أنها ستحمل لبلاده النصر في نهاية المطاف.