وبحسب وكالة "أوقات الشام" يتذرع التحالف الأمريكي باستهدافه للجسور في الرقة ودير الزور بأنه يقطع الطريق على "داعش" من ناحيتي الإمداد العسكري والبشري عند قصفه جسري "السويعية، والباغوز" في البوكمال، في حين قصف "الجيش الحر" الجسر المعلق في دير الزور (يعود بناؤه إلى عشرينيات القرن الماضي) أثناء استهدافه لمنطقة "الحسينية" بالقذائف، بزعم منع تقدم الفصائل الأخرى نحو مناطقه.
ومع اقتراب الذكرى الرابعة لاستهداف الجسر المعلق يعيد ناشطون التذكير بأن أحد أهم أهداف "الثورة" هو تغيير ومحو ملامح الحضارة السورية، باستهداف جميع رموزها الأثرية في البادية من تدمر حتى الرقة والحسكة.
والجسور التاريخية، وحتى الحديثة منها، تعد من أهم المعالم في المنطقة الشرقية على امتداد الفرات، وأهمها "الجسر المعلق" كونه رمزاً من رموز دير الزور التاريخية، حيث أنشأه الفرنسيون، بطول 450 متراً وعرض 3 أمتار، خلال فترة احتلالهم لسوريا، له عدة قواعد حجرية ترتفع فوقها 4 أبراج، ويقوم على الكابلات المعدنية، ويعتبر ثاني جسر في العالم من هذا الطراز بعد جسر مماثل في جنوب فرنسا.
خمسة عشر جسراً كانت تربط المدن المحيطة بنهر الفرات (610 كلم) تمّ تدمير معظمها (كلياً أو جزئياً) ومن الجسور المستهدفة مؤخراً من قبل التحالف جسرا "الرقة القديم والجديد" في مدينة الرقة، وجسرا "قرية الكالطة والعبارة" وذكرت مصادر بأنه تم تدميرهم بشكل كامل.
كما استهدف التحالف في شهر شباط/ فبراير الماضي جسر "المغلة" غرب قرية "معدان" الواقعة شرق مدينة الرقة بغارتين في أوقات متقطعة، مما أدى إلى تدميره، بهدف قطع الطريق بين ضفتي نهر الفرات، وفصل منطقة الجزيرة بشكل نهائي.
وآلية قصف الجسور وقطع الطرق في البادية بحجج واهية حسب ذرائع كل جهة، يعود لخنق المدنيين المتواجدين هناك، بالإضافة لقطع أيّة صلة بين المناطق من الناحية اللوجستية، بهدف خطط مستقبلية قد تكون لتنفيذ بعض الفصائل مع قوى خارجية مراحل تقسيم مناطق معينة في حال استمرت سيطرتها عليها، حسب ما يرى مراقبون.