وتضخمت الأعداد إلى مئات الآلاف ضموا مؤيدين لمادورو نظموا مظاهرة مضادة في العاصمة بناء على طلب من الرئيس، ووردت أنباء عن حدوث اشتباكات في مناطق متفرقة من البلاد خلال أطول احتجاجات منذ عام 2014.
وقال مادورو إن الاحتجاجات لا تعدو كونها مساعي من جانب المعارضة لإحداث انقلاب ينهي الاشتراكية في البلاد. أما المعارضة فتقول إنه أصبح ديكتاتورا وتتهم حكومته بالاستعانة بمدنيين مسلحين لنشر العنف وبث الخوف.
وبهذا يكون ثمانية أشخاص قد لقوا مصرعهم خلال احتجاجات في فنزويلا هذا الشهر، وتتهم المعارضة قوات الأمن ومجموعات أهلية مسلحة بقتلهم، وقالت جماعة "بينال فورام" الحقوقية إن الشرطة اعتقلت أكثر من 400 شخص خلال الاحتجاجات يوم الأربعاء.
ودعت المعارضة إلى احتجاج آخر يوم الخميس مما أثار احتمال استمرار الاضطرابات لفترة طويلة، وقال الزعيم المعارض إنريكي كابريليس ليل الأربعاء:
نفس المكان، نفس الميعاد، إذا كنا مليونا اليوم فسنكون أكثر غدًا.
وأعادت المسيرات المعارضة والمؤيدة إلى الأذهان ما حدث عام 2002 حين اشتبك محتجون مناهضون للحكومة مع مؤيدين لها مما مهد لانقلاب قصير على الرئيس الراحل هوجو شافيز.
وقال شهود إن الطالب الذي لقي حتفه يدعى كارلوس مورينو ويبلغ من العمر 18 عاما وكان قد خرج من بيته للعب مباراة لكرة القدم في كراكاس عندما اقترب مسلحون مؤيدون للحكومة من تجمع معارض قريب وأطلقوا أعيرة نارية مما أدى لإصابته في الرأس، وقال ثلاثة من مسؤولي الأمن إنه لفظ أنفاسه في مركز طبي بعد أن خضع لجراحة.
وفي وقت لاحق يوم الأربعاء لقيت الطالبة الجامعية باولا راميريز حتفها بعد إصابتها برصاص أطلقه رجال كانوا يتعقبونها هي وصديقها في سان كريستوبال معقل المعارضة قرب الحدود مع كولومبيا.
وقال صديقها لرويترز وقد انطلق في البكاء أمام جثتها:
كنا على دراجة نارية وكانوا يتعقبوننا ويطلقون النار، تركتها عند مبنى حيث كانت ستلتقي بأختها وذهبت لأخفي الدراجة، سمعت أصداء طلقات وحين وصلت وجدتها على الأرض، حاولت أن أسعفها قدر استطاعتي.
واتهمت المعارضة مجموعات من مؤيدي الحكومة بقتل الطالب والطالبة، وقال مكتب المدعي العام إنه يحقق في الواقعتين، وتتهم المعارضة تلك المجموعات المؤيدة للحكومة التي تطلق على نفسها اسم اللجان الشعبية بأنها أجنحة مسلحة تابعة للحزب الاشتراكي الحاكم.
وكتب طارق صعب المحقق في قضايا حقوق الإنسان على تويتر ليل الأربعاء يقول إن أحد أفراد الحرس الوطني قتل برصاص قناص خلال "احتجاجات عنيفة" في ولاية ميراندا وإن ضابطا برتبة كولونيل أصيب.
أغلق المتظاهرون جزءا من الطريق الرئيسي في كراكاس رافعين العلم الفنزويلي ومرددين "لا ديكتاتورية بعد اليوم" و"ارحل يا مادورو". وأطلقت القوات الغاز المسيل للدموع في أحياء كراكاس وسان كريستوبال ومدينة بويرتو أورداز الصناعية الفقيرة ومدينة بونتو فيجو الشمالية القاحلة
وقال أليكسيس مندوزا، وهو موظف إداري عمره 53 عاما، خلال مسيرة في حي البارايسو في كراكاس:
لا بد لنا من وقفة لأن هذا البلد يموت جوعا، تضم المعارضة كثيرين لا تعوزهم الشجاعة.
وجاءت المسيرات بعد احتجاجات اتسمت بالعنف على مدى أسبوعين بعد قرار أصدرته المحكمة العليا في مارس آذار بالاضطلاع بصلاحيات البرلمان الذي تهيمن عليه المعارضة وهو ما دفع المحكمة للعدول سريعا عن قرارها تحت ضغوط دولية.
إلا أن الخطوة التي أقدمت عليها المحكمة أثارت غضبا يضطرم منذ فترة بسبب أسلوب إدارة الحزب الاشتراكي الحاكم للاقتصاد، وتعاني فنزويلا، العضو في منظمة أوبك، نقصا في السلع الغذائية والدوائية ومن تضخم يتجاوز المئة في المئة.
وتطالب المعارضة بانتخابات مبكرة وبالإفراج عن المعتقلين السياسيين وبمعونات إنسانية واحترام استقلالية الهيئة التشريعية التي تغلب عليها المعارضة.