وتقدم الولايات المتحدة الأمريكية مشروع قرار خاص بقضية الصحراء، لمجلس الأمن، بعد أزمة الكركرات، التي تواجدت فيها قوات جبهة البوليساريو والجيش المغربي على مرمى حجر.
الكاتب المغربي لحسن العسبي، قال في تصريح لـ"سبوتنيك":
ما وصل لدينا من معلومات، يقول بأن القرار الذي سيصوت عليه غداً الخميس، في مجلس الأمن، حررته الولايات المتحدة الأمريكية، بالاتفاق مع مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية، إسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وبريطانيا، ولم تعد فرنسا فقط التي تقف بقوة إلى جانب المغرب، لكن هناك إسبانيا.
وتابع أن "أمريكا قدمت صيغة تناقش اليوم الأربعاء، متوازنة جداً، ومنصفة أكثر للمغربي، على اعتبار أن الجهة التي في خصومة مع المجتمع الدولي وهيئات الأمم المتحدة وأمينها العام، هي جبهة البوليساريو والجزائر، انطلاقا مما يقع في منطقة الكركرات".
وأوضح العسبي أن "الكركرات منطقة منزوعة السلاح، وتقع تحت إشراف المينورسو، قوات حفظ السلام الدولية"، وأضاف أن "المغرب استجاب فورا لطلب الأمم المتحدة بالانسحاب، فيما رفضت جبهة البوليساريو، والخصومة الآن بين الجبهة والمنظمة الأممية، وسيصدر من مجلس الأمن قراراً يلزم الجزائر الانخراط أكثر وبإيجابية في هذا الملف، وإنذار البوليساريو بالانسحاب فورا منها".
وأكد العسبي أن "هناك ملامح سيناريو حل بدأ يتبلور، لم يعلن عنه رسميا، ولكن هناك معلومات من مصادر متعددة، على أن هناك أفق جديد لحلحة هذا الملف، من أجل التسريع في حله، مع تعيين الرئيس الألماني الأسبق هورست كولر، مبعوث خاص للأمين العام بالمنطقة، وهذا رجل سياسية وليس دبلوماسيا، وهذه رسالة قوية أن حل الملف سياسيا".
وحول ذلك الحل لملف الصحراء قال الكاتب لحسن العسبي:
أعتقد حسب ما هو متوفر من معلومات، على أن الأطراف المعنية بهذا الملف على المستوى الدولي، تدفع في اتجاه حل سياسي للملف، على اعتبار المخاطر الأمنية الجدية التي تواجه المنطقة، ومن يريد أن يقرأ هذا الأمر، عليه متابعة المناورات العسكرية التي تنتهي يوم 28 من هذا الشهر، "الأسد الأفريقي"، التي تتزعمها الولايات المتحدة الأمريكية والمغرب، وتشارك فيها 4 دول غربية، و5 أفريقية، هي تونس ومالي والسنغال والنيجر وبوركينا فاسو وكندا وإسبانيا وفرنسا وانجلترا".
وحول دور الجزائر قال العسبي "هناك ملامح لتحولات إيجابية قادمة بالمغرب العربي، أولها ما قلته عندكم من قبل، عن اقتراب لحل الأزمة بين المغرب والجزائر، وأعتقد أن الجميع الآن في انتظار وقوع تحول سياسي في الجزائر، ليس مرتبطاً فقط بانتقال رئاسي، ولكنه تحول داخل الدولة نفسها، المرحلة التي تعيشها الآن".
وعن التطور الحادث في العلاقات المغربية الكوبية، قال العسبي: "الواضح أن الزيارة الملكية للسياحة مع العائلة، كانت لها نتيجة سياسية، بالتالي هذا اختراق جديد حققه المغرب في جغرافية كان يعتقد بصعوبة اختراقها بالنسبة للمملكة. وعنوان على استراتيجية العمل التي أصبحت متبعة على مستوى الدولة المغربية، تتماشي مع التحولات التي وقعت في العالم".
وتابع "العالم تغير، ومنظومة العلاقات الدولية تغيرت، وواقع تحول في كوبا، جعلها أصبحت تختلف عنها في فترة الحرب الباردة، اليوم هافانا تريد لعب دور جديد ضمن فضائها في أميركا الوسطى، والمغرب فهم هذا التحول وحقق هذا الاختراق".
وأضاف "للجغرافيا أحكامها، فأول ميناء ومطار في افريقيا قريب من هافانا وكوبا، هما طنجة والدار البيضاء، المغرب هو البوابة الطبيعية افريقيا لكوبا، والتحول الجديد سيخدم مصلحة البلدين والملفات المعلقة بينهما، ومن أهمها ملف الصحراء، بعد أن كانت كوبا تدعم بقوة جبهة البوليساريو من 1975.