إعداد وتقديم / يوسف عابدين
قال رئيس الاتحاد الدولي لحوار الأديان والثقافات دكتور علي السمان في حديثه لسبوتنيك عبر برنامج البعد الآخر وحول لقاء البابا فرانسيس الثاني بابا الفاتيكان بشيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب في ختام مؤتمر الأزهر العالمي للسلام أمس بالقاهرة قال إن العلاقة بين الأزهر والفاتيكان جيدة لأن الطرفين كانوا يريدون الوصول إلى نتائج إيجابية منذ البداية وكانوا يريدون أن يتوصلوا إلى حل يجعل الصورة أمام العالم وأمام الأديان صورة إيجابية، وحتى يستغل هذا التقارب في هذا التوقيت يحتاج إرادة دينية وإرادة معنوية، والطرفان عندما يتحدثوا بإرادة وقوة عن الذهاب إلى هذا الطريق طريق السلام فإن العقبات تذلل أمام هذه الإرادة ولا بد لهم أن يحققوه.
وحول كلمة بابا الفاتيكان في ختام مؤتمر الأزهر العالمي للسلام قال السمان إن الكلمة لا شك لها معنى عميق جدا وأن من يقولها يعني المضمون وليس الشكل والإرادة السياسية هنا لها دور فاعل وطالما أن هذا ما تريده فعليها أن تحققه.
وعن كلمة شيخ الأزهر الشريف في هذا اللقاء أشار السمان أن هذه الكلمة هي رسالة قوية ومهمة لأنه عند الحديث عن السلاح وخطورته تكون موجهة لمن يهددوا السلام المجتمعي وحينئذ ستقول كل الأطراف نريد سلاما للجميع.
من جانبه قال رئيس جامعة الأزهر السابق دكتور عبد الحي عزب إنه لا يجب أن نضع سقفا ولا حدا لزيارة قداسة بابا الفاتيكان إلى الأزهر الشريف لأن لها دلالات كثيرة فمن الناحية السياسية هي عمل سياسي يسجل في تاريخ مصر وخاصة هذه الأيام، فعندما يلتفت العالم أجمع إلى مصر وإلى الأزهر مشيخة وشيخا لا يستطيع أحد أن يضع حدودا لمعانيها فالأزهر الشريف يمثل الأمن الفكري للعالم أجمع بوسطيته التي شهد بها العالم منذ أكثر من الف عام والأمن الفكري هو الذي يؤمن الاقتصاد والسياسة والمجتمعات.
وأشار عزب أن كلمة فضيلة الإمام شيخ الأزهر هي كلمة دينية واجتماعية وسياسية وتجمع ولا تفرق فحينما يجلس شيخ الأزهر مع قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان وقداسة البابا تواضروس رمز الكنيسة المصرية وينظر العالم كله إلى هذا الملتقى فهذه رسالة إلى شعوب الدنيا كلها مفادها أن رحمة الله تأتي من حوار هذه الأديان. وكلمة بابا الفاتيكان فيها من الشمول ما فيها وتعالج ما في النفس البشرية ورسالة إلى العالم بأن البابا يؤمن بأن كل الأديان تدعو للسلام وأن الإسلام هو دين سلام وأن مصر هي بلد السلام.
وأضاف نيافة المطران دكتور منير حنا مطران الكنيسة الأسقفية في مصر وشمال إفريقيا في حديثه أن إعادة الحوار بين الأزهر والفاتيكان هو فائدة للعالم أجمع لأن الحوار مطلوب لتوضيح وجهات النظر بين الطرفين خاصة وأن الأزهر هو المؤسسة الكبرى في العالم التي يلجأ إليها المسلمين السنة في العالم كله وأيضا الفاتيكان هي أكبر كنيسة في العالم كله وأتباعهم تقريبا متساويين في العدد ويجب استغلال عودة الحوار بينهما استغلالا جيدا ولكن من الطرفين وليس من طرف واحد وعلى الطرفين أن يتعلموا من بعضهما البعض تاريخ الأزمات التي مروا بها وكيف تجاوزوها.
وأكد حنا أن الحل ليس في تنقية صورة الأديان ولا تبرئتها لأنه لا يشكك أحد في سماحة الأديان ولكن يجب اتباع نظرية النقد الذاتي والوقوف على الخطأ ثم تداركه فالأزهر معروف أنه وسطي وينشر تعاليم الإسلام السمحة ولكن هناك البعض الذي ينسب نفسه للدين الإسلامي ويستخدموا بعض الآيات ويفسروها لصالحهم معتقدين أنهم بتفجيرهم لأنفسهم ولغيرهم أنهم يخدمون الله وهنا خطأ ولا نحتاج لتبرئة ساحة الإسلام ولا المسيحية منه لأن الإرهاب لم يظهر إلا في السبعينيات من القرن الماضي فمن أين أتى؟ هذا هو السؤال الذي يجب أن نواجه به أنفسنا كمسلمين ومسيحيين في مصر… للمزيد تابعوا البعد الآخر لهذا اليوم.