واستمرّت المواجهات لحوالي ثلاث ساعات متواصلة، وخلّفت عشرات الجرحى، بعضهم إصاباتهم خطيرة.
فيما تفجرت فضيحة أخلاقية من العيار الثقيل٬ داخل كلية العلوم بجامعة عبدالمالك السعدي بمدينة تطوان شمال المغرب٬ أمس الجمعة٬ وذلك بعدما نشرت محادثات مطولة بين أستاذ وطالباته بذات الكلية٬ يبتزهن من خلالها بطلبه ممارسة الجنس معهن مقابل منحهن نقاط جيدة.
كانت إحدى الطالبات بذات الكلية أنشأت صفحة في فيسبوك٬ نشرت فيها محادثات تفيد أن الأستاذ المذكور استدرج عدة طالبات لإقامة علاقات جنسية معه".
وأضافت أن "الأستاذ كان يستغل طالباته جنسيًا بمكتبه داخل الكلية٬ أو في شقته مقابل ناقط جيدة في الاختبار".
وقد تداول مجموعة من طلبة كلية العلوم في جامعة عبد المالك السعدي في تطوان٬ أمس الجمعة، عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك٬ هذه المحادثات لأجل فضحه.
وكرد فعل على هذه الفضيحة٬ نظم طلبة جامعة عبد المالك السعدي٬ وقفة احتجاجية، وعبر طلبة الجامعة من خلال الشعارات التي هتفوا بها٬ عن سخطهم الشديد من معاناة الطالبات من التحرش الجنسي داخل الجامعة٬ كما طالبوا الوزير الوصي على قطاع التعليم العالي بالتدخل العاجل لفتح تحقيق في هذه الفضيحة الأخلاقية.
وقالت الكاتبة زينب الزكري، في تصريحات لـ"سبوتنيك": "من مر في مسيرته الدراسية بمرحلة جامعية، وبالجامعة المغربية على وجه الخصوص، لم يكن ينتظر تسريبات لمحادثات فيسبوكية تجري بين طالبات جامعيات وبين أساتذتهم ليعرف حجم الفساد بأنواعه الذي ينخر أوساط الجامعة، بما فيه الفساد الأخلاقي، التعليمي والسياسي أيضاً.
وتابعت "أما عن الجانب الأخلاقي فيكمن فيما تم تسريبه قبل أيام قليلة على صفحات الفيسبوك، والمعني بمحادثات فيسبوكية جرت بين أستاذ جامعي بكلية العلوم بمدينة تطوان المغربية، وبين طالباته، حيث كانت التسريبات تتعلق بابتزاز الأستاذ لطالباته من أجل مصاحبته في خلوة، مقابل نقاط مميزة، إن لم نقل مبالغ فيها تحصل عليها الطالبات بدون أي عناء أو جهد يذكر".
وأضافت الزكري "يرجح أن عميد الكلية قد أبلغ رئاسة الجامعة من أجل فتح تحقيق في الموضوع ومعرفة إلى أي حد هذه المحادثات صحيحة، خصوصاً وأن الفيس بوك لا يعتبر دليلاُ قطعياً من أجل الإدانة، في وقت الفبركة والفوتوشوب وما إلى ذلك من أمور التزوير، وأقول أن القضية الآن أصبحت قضية رأي عام دولي أكثر مما هو وطني بحيث أضحت حديث هذه الأيام".
وحول ما حدث يوم أمس الجمعة بجامعة فاس المغربية، قالت زينب الزكري: "بعد اندلاع اشتباكات ومواجهات دامية، ظاهرة العنف الطلابي استفحلت مؤخراً بشكل رهيب بأغلب الجامعات المغربية بما فيها كلية سايس بفاس، الشيء الذي قد يصل حد حدوث وفاة في صفوف الطلبة، ولا نعرف حقيقة إلى حدود اللحظة أي الفصائل معنية بهذه الوقائع من المواجهات العنيفة والهمجية".
وتابعت "نجد أن أغلب الاشتباكات الفصائلية تحدث بين كل من التيار اليساري وفصيل الطلبة الإسلاميين".
وعن فرضية ما إذا كان طلبة العدل والإحسان يعتبرون أنفسهم الآن قوة تريد أخذ زمام الحكم، فالأمر وارد جداً باعتباره الفصيل المنشق عن حزب العدالة والتنمية، الحاكم حالياً بالمغرب، يعني أن الأمر هنا متعلق بنفوذ".
وقالت الزكري في ختام حديثها "طبعاً أننا إذا اعتبرنا الأمر صحيحاً وهو وارد، فإنه سيزيد من نسبة المواجهات داخل الجامعة المغربية و لن يتم القضاء على العنف الطلابي أبداً".