طيب القلب
في البداية قالت إسراء الطيب، صحفية، "إن أهم شيء في المواصفات أن يكون شريك الحياة صديق، ويفهم أن في روح تانية مسؤول عنها وهيتعايش معاها، وشريكة مش جزء جديد في ديكور البيت يلجأ له وقت الحاجة وبس، وأن يفهم أن بكلمة طيبة واحدة قادر يمتلك أقسى قلب لأي بنت في الدنيا مهما كانت عنيدة، الكلمة الطيبة قادرة على فتح قلبها له لآخرالعمر، والمعاملة السيئة تطرد الحب حتى لو معاه الدنيا كلها".
وتابعت، "كل بنت بتحلم إنها تحقق المعادلة ما بين شغل وكيان ناجح، وبين زواج سليم، ولو نجحت في التوفيق بين طرفي المعادلة فإنها ستكون إمرأة سوبر، تقدر تعمل كل حاجة وبيكون حلمها بزوج يٌقدر ده ويشاركها كل حاجة، ميقولش أنا الراجل اعمل وما اعملش ويفهم أن الحياة مشاركة مش خدامة جديدة".
يكون راجل
وطالبت (س.ش)، باحثة في الأدب الإيطالي، بالقضاء على المحسوبية والواسطة في العمل، لأن "مشكلتنا الحقيقة فى عالم العمل أن معظم الناس اللى ماسكة أمورنا "منفسنين وغير كفء"، وعشان تحصل على أي وظيفة لازم واسطة، فأصبح الشخص الغير مناسب في المكان المناسب والعكس".
وقالت "أما الارتباط بالنسبة لي فهو وسيلة وليس غاية، ومواصفات فارس احلامي باختصار هلخصهالك فى كلمة واحدة: يكون "راجل"، وفى زمننا هذا ما أكثر الذكور، لكن الرجال قليلون".
ومن ناحية ثانية، تقول صفاء توفيق، موظفة، إن هناك نوعين من البنات، وكل نوع له احلام وطموح تختلف عن الآخر. النوع الأول، عايزين الحياة المرفهة المريحة والثراء الفاحش، بغض النظر عن شخصية وتعليم وأصل وعيلة، ودول بيكونو متأثرين بالإعلام. والنوع التاني، بنات رائعات بيدورو علي الشخص اللي يعرف يتحمل المسؤولية وتكون صفاته الشخصية وثقافته هي الأهم وطبعاً طباعه وتدينه وعائلته، وأنا كأم افكر لبنتي في النوع التاني".
الحب لم يعد يصنع المعجزات
تقول الدكتورة فاتن الشعباني، سفيرة النوايا الحسنة وصحفية، "بالتأكيد اختلفت نظرة الفتاة في الماضي عن الوقت الحاضر بالنسبة لاختيار الزوج أو شريك الحياة، فكانت الفتاة في الزمن الماضي هدفها الزواج والإنجاب وتكوين أسرة مستقرة بعدد من الأبناء يصل إلى 8 أوأكثر. وبالنسبة لاختيار شريك الحياة في الماضي فهى تختلف نظرتها فى اختياره، لأن ماكانت تهدف إليه أن يكون رجلاً "مستور" أو حتى فقير لا يهم، وخاصة إذا كان هناك "حب" بينهما فكان يكفى "كنبة وقلة وكوباية" كناية على أن القليل بل أقل القليل يكفى للزواج، أو كما قالوا "عشا العصفورة يكفينا"، أي أن شقة صغيرة ولو حجرة تكفي للزواج فيها طالما مقدرة الزوج لاتسمح بأكثر من ذلك.
وأضافت "وكانت الحياة في الغالب تسير بشكل هادئ، والطرفين يتحملا صعوبات الحياه "ع الحلوه والمره"، كما كانوا يتغنون في هذا الزمن وتسير مركب الحياة بأقل مشاكل ممكنة، ولذلك كان ينشأ جيل من الأبناء الأسوياء ذات المراكزالمحترمة والوضع الأجتماعى المسقر إلى حد كبير".
المال أصبح كل شيء
وتضيف "الشعباني"، "أما الآن في الزمن الحاضر فاختلفت نظرة الفتاة في اختيارشريك حياتها في الغالب، فأصبحت المادة والمال هى الأساس في اختيار الزوج المناسب، ومالديه من أملاك أو ظروف مالية أوعمل يٌدر عليه دخلا كبيراً، وكذا نوع سيارته وموديل " موبايله " أو هاتفه المحمول، واصبح هذا هو المقياس الأول في الإختيار في معظم الأحوال، إلا إذا كانت الفتاة تربطها علاقة حب مع الشاب، فهنا يختلف الوضع قليلاً ويمكنها أن تتحمل ظروفه الضعيفة مادياً وخاصة إذا كانت تعمل هى فيكمل بعضهما البعض. ولكن اعتقد أن الفتيات في الزمن الماضي كن يتحملن مصاعب الحياة إلى حد كبير، لتسيرالحياة الزوجية إلى بر الأمان، أما الآن فمعظم الفتيات لايتحملن مايحدث من مشاكل أو مصاعب، لذلك ازدادت نسب الطلاق في مصر في السنوات الأخيرة حسب التقارير الواردة من الجهات المعنية".
كانت الأحلام واقعية
"وبالنسبة لعمل الفتاة في الماضي، كانت الفتاة هدفها الأول تكوين الأسرة وإرضاء زوجها وإنجاب الأطفال وتربيتهم على الأسس السليمة التى تربت عليها في المجتمع الشرقي، من احترام الكبير للصغير وما غير ذلك من القيم والمبادئ الجميلة المحترمة وسط الأسرة الكبيرة والجد والجدة، وكانت تتفانى في تربية أولادها حتى يصبحوا رجالاً ونساءً ذوات مراكز مرموقة في المجتمع، وكان لا يهمها العمل في الغالب سواء أكان معها شهادات عليا أم متعلمة تعليم متوسط".
وكانت ترضخ لأوامر زوجها إذا طلب منها عدم العمل "عادى" و المهم أن الزوج يستطيع تغطية تكاليف الأسرة وتربية أولاده، حتى لو في مستوى معيشي متوسط، و كانت تسير مركب الحياة في أمان، وأعرف امثلة كثيرة كانت الزوجات حاصلة على مؤهلات عليا ورفض أزواجهن العمل، فرضخت لرأى زوجها عن رضى وليس كرها تبعاأ لما تأثرت به في حياتها ومعتقداتها الاجتماعية الموروثة أن "بيتك وأولادك أهم حاجة في الدنيا".
عصر التواصل الاجتماعي
أما الآن وفي عصر مواقع التواصل الاجتماعي فاختلفت نظرة الفتاة للعمل عن الماضي، وفي أغلب الأحوال أصبح العمل أساسي لمعظم الفتيات ولا تتحمل الفتاة الجلوس في المنزل وانتظار زوجها حتى يأتي إليها في آخر النهار بـ "بطيخة" أو "قرطاس" فاكهة، كما يحدث في الماضي ولكن ازدادت تطلعاتها، ومعظم الفتيات يفضلن العمل وخاصة إذا كانت تحمل مؤهلات عليا أو ماجستير أو دكتوراة، ولا يهم الأطفال الصغار بمجرد أن تنتهي إجازة الوضع، إما أن تضع طفلها في أي حضانة أو تتركه عند والدتها، أو إحدى قريباتها ولا يهم صحته، ماذا كان الجو بارداً أو ممطراً في الصباح، بل المهم لديها أن تسرع جرياً إلى عملها صباحاً.
العمل على حساب الأسرة
ولايهم الاهتمام بالزوج ولا المنزل ولا حتى الأطفال، المهم نفسها وعملها فقط، مما جعلها تهمل في منزلها في معظم الأحوال، وبالتأكيد ليست كل الفتيات، ولكن بعضهن حتى أكون منصفة، وفي هذه الحاله تعود من العمل مرهقة وفي حاجة للنوم ولاتستطيع الاهتمام بالزوج ولا ابنائها مثلما كان يحدث في الماضي حيث كانت تنتظر زوجها بلهفة وشوق، ولذلك واكرر زادت معدلات الطلاق في السنوات الأخيرة.
وتشير قائلة: "أرى أن مواقع التواصل الاجتماعي والانفتاح العالمي هى إحدى اسباب تدهور الأسرة وتفككها بسبب الانفتاح الغيرعادي والصفحات "الوهمية" التى تتسبب في كثير من خراب الأسر والبيوت المصرية".
حياة مزدوجة
وفي الختام، قالت الدكتورة علياء شكري، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن هناك ظروف داخلية استطاعت تغيير مفاهيم الفتيات، وهناك ظروف خارجية، ولكن تلك الظروف الخارجية لم تعد كما كانت في الماضي، فقد تحولت إلى حد كبير إلى داخلية نتيجة التداخل والتواصل الإعلامي حول العالم، فعن طريق الشبكة العنكبوتية التي دخلت كل البيوت لم يعد هناك شيء خارجي أو داخلي في أي من بقاع العالم، والفارق الوحيد في العالم العربي في تطلعات البنات عن الغرب، هو العادات والتقاليد والأيديولوجيا.
وتابعت شكري، أن التعليم يلعب دور كبير في تشكيل وعي الفتاة أو الشاب وتطلعاتهم للمستقبل من حيث العمل والترقي، وقد ترتبط الفتاة بمن ترى أنه قد يحقق طموحها، وفي بعض الأحيان تعيش الفتاة حياة مزدوجة "افتراضية" بمواقع التواصل الاجتماعي، وواقعية مع الأسرة وتلك الازدواجية قد تكون أحد أسباب تدمير الحياة إذا ما تم اكتشافها.
وأضافت شكري، أن الفتاة المقبلة على الزواج يكون لها مواصفات محددة مسبقاً في شريك الحياة، وقد لا تتحقق طموحات الفتاة فتقبل بالزواج من أي شاب زواج تقليدي.