باتت سوريا بالفعل مركز التحوّل العالمي ونواة تقاسم السلطة والسيطرة على العالم بفعل صمودها وقدرتها على مواجهة أعتى حروب التاريخ بدعم من حلفائها الروس والإيرانيين والمقاومة، وبالتالي حالة التوتر، التي يعيشها العالم حالياً هي بفعل عدم توصل المحورين الأساسيَين في العالم إلى نقاط التقاء من شأنها وضع حد لكل هذا التهور الذي بسببه تُدمّر دول وتُشرّد وتُقتَل شعوب بكاملها.
في وقت الولايات الأمريكية المتحدة تشعر بنفسها بأنها تُحتضر فهي لم تعد قادرة على التحكم بالعالم بالرغم من كل ما فعلته من قتلٍ وتدميرٍ وتشريدٍ للآمنين في مناطق مختلفة لتأت وتحط رحالها في منطقة الشرق الأوسط بشكل شبه كامل عام 2011. لم تعد الولايات المتحدة قادرة على تطبيق سياسة الأمر والاستعلاء والتخويف بالرغم من قوتها حتى اللحظة، لقد خسرت رهاناتها كلها تقريباً على دول المنطقة وعلى جيوشها البديلة التي فضحتها وفضحت هويتها جراء الحروب التي تدور فيما بينها حالياً بالرغم من أنها كانت مفضوحة أصلاً.
سقطت كل الأقنعة وجميع أوراق التوت عن عورات حلفاء الولايات المتحدة ما فضح دورها الكبير في التخطيط والترتيب لكل ما حدث ويحدث في العالم لإستنزاف دول بعينها والسيطرة عليها وعلى مقدراتها، ولإضعاف دول أخرى على رأسها روسيا الإتحادية دوليّا وإيران إقليميا.
فنقطة بداية الحسم في إطفاء حرائق العالم غالباً هي في قمّة بطرسبورغ الاقتصادية القادمة، إن لم تكن فيها، فهي على الأقل الخطوة الاولى في المسير نحو المصالحات الدولية مع حساباتٍ جديدة تخدم مصلحة الجميع وكلٍّ حسب أجندته، وسيبدأ الإرهاب بالموت التدريجي أو يصدر قرار نقله إلى مكانٍ ما من جديد قد تعيد الولايات المتحدة فيما بعد انتاجه من جديد.
(المقال يعبر عن رأي صاحبه)