ويقول تقرير المنظمة الذي حمل عنوان "جروح غير مرئية": يوجد لدينا تأثير خلفته 6 سنوات من الحرب على الصحة العقلية لأطفال سوريا، هؤلاء الأطفال يعانون من "تسمم التوتر" الذي طال لسنوات عديدة والذي قد لا نجد له في أي دواء لمحاربته والتخلص منه.
وشمل المسح الذي أجرته "أنقذوا الأطفال" حوالي 450 طفلاً، مراهقاً، وأهالي وأخصائيين اجتماعيين من كافة أنحاء سوريا.
وبيّن المسح أن 50 بالمئة من الأطفال الذين تمت مقابلتهم قالوا إنهم مرّوا بشعور حزن منتظم دائم أو دخلوا في حالة قصوى من الحزن. بينما نسبة 78 بالمئة من هذه العينة الممسوحة قالت إن هذا النوع من المشاعر تملكها عدة مرات على الأقل.
وكشف المسح أن العديد من هؤلاء الأطفال يعانون من الكوابيس، ولديهم صعوبة في النوم وخوف من عدم الاستيقاظ، وأيضاً حالات من التبول اللاإرادي. كما أن أحد الآباء أخبر الباحثين كيف أن ابنه يعاني من مستويات عالية من الصدمة ويستيقظ في منتصف الليل ويقوم بالصراخ.
Invisible wounds: The impact of six years of war on the mental health of Syria’s children – @savechildrenuk report – https://t.co/5k2ilJJUoP
— Syria Solidarity UK (@SyriaUK) March 7, 2017
وقال الأب فراس، وهو والد الطفل سعيد: يستيقظ ابني خائفاً في منتصف الليل. إنه يستيقظ للصراخ فقط. وهذه هي إحدى المظاهر التي تظهر لنا مدى تأثر الأطفال. لأن طفلاً تم ذبحه أمام عينيه، ولذلك بدأ ابني يحلم بأن شخصاً ما قادم لذبحه…فعندما يشهد الطفل قطع رأس أمام عينيه، كيف يمكن له أن لا يخاف؟.
ويتابع التقرير: من شأن تكرار التعرض لمثل هذه الأحداث الصادمة أن يؤدي — على الأرجح — وعلى المدى الطويل إلى ارتفاع نسبة اضطرابات الصحة العقلية، مثل اضطراب الاكتئاب الشديد، واضطراب القلق الانفصالي، واضطراب فرط التوتر، واضطراب ما بعد الصدمة، أي بعد انتهاء الحرب.
The #Syria conflict is brutalising childhoods — enough is enough.
— Save the Children UK (@savechildrenuk) April 6, 2017
This is what we're doing to help >> https://t.co/H2SJuQK5Tl pic.twitter.com/sb1a3z9cNe
وفي المقلب الآخر، ذكر التقرير أنه وبغض النظر عن الحرب، فإن هؤلاء الأطفال لا يزالون مليئين بالأمل والكثير من الأمل بمستقبل أفضل. مؤكداً أنه عبر اتباع المشورة الصحيحة، وتقنيات التنفس ودروس الغناء، فإنه يمكن لهؤلاء الأطفال التفتح مجدداً والبدء في اختبار شعور أكثر أمناً.
وختم التقرير بضرورة أن يعترف ويتعرف المجتمع الدولي والأمم المتحدة على الضرر الجسيم الذي تعرض له الأطفال السوريين وبالتالي على تلك الجهات الدولية المطالبة بإنهاء العنف على الفور".