أن ما أطلقه الأزهري لا يمكن تسميته مبادرة، لأن المبادرة تحتاج إلى رؤية ومنظور ووجهات نظر وإجراءات محدده حتى يمكن أن نتحدث عن مبادرة، وما أعلن عنه هو مجرد مناشدة أو أمنية أو طلب ولا تتعدى هذا حتى الآن، وهذا الطلب يمكن أن يتحول إلى عمل كبير ومفيد وله تمويل، وجيش إلكتروني يعمل على تطبيقه، وخلفه مؤسسة كبيرة مثل الأزهر تدعمه وتمده بالمسائل العلمية والمعرفية والفقهية والفتوى والرأي.
وأضاف عمار:
تنظيم "داعش"، له حضور كبير في مواقع التواصل الاجتماعي، بحوالي 60 ألف صفحة، وقد ذكرت هذا الرقم من قبل، وهناك صفحات مختلفة بوسعها الوصول غلى الشباب في عقر دارهم، بينما خطاب الأزهر والمؤسسات الدينية التقليدية الرسمية، في الغالب العام، هو خطاب تقليدي يعتمد على الوعظ المباشر والإرشاد والخطابة أو إصدار المجلات والصحف التي تصل إلى قلة.
وتابع عمار، أن المواقع الإلكترونية للمؤسسات السابق ذكرها لا تمتلك الجاذبية للفت نظر الشباب لها، كما أن الاتصال بينها وبين مواقع التواصل الاجتماعي، أو معدل تداولها بين الشباب ضعيف جداً بالقياس على تنظيم داعش، الذي يمتلك خبراء مختصين بالإعلام وبالترويج وبالدعاية وبوسعهم أن يصلوا إلى الشباب، ولفت إلى أن ما قاله أسامة الأزهري جيد بشرط أن يطبق، كما يجب أن نسأل الأزهري، لماذا لا يطلب هذا من رئيس الجمهورية أيضاً؟
وشدد عمار على أنه ينبغي للدولة والمجتمع المدني، أن تدعم تلك المبادرة بالمختصين وببث تلك المواد بكثافة على شبكة الإنترنت، أو مواقع التواصل من خلال صفحات معدة على هذا النحو، ومن الضروري أن تصبح تلك الدعوة واقعاً لأنه لا توجد وسيلة أخرى، فمسالة المصادرة والممانعة أو اصدار قوانين لمنع التداول على الفيس بوك أو تويتر كما تريد الحكومة، لن يؤدي إلى شيء.
من جانب آخر، فإن تلك التيارات لا تملك فكرًا سويًا، وليس لديها سوى تصورات مشوشة ومشوهة وخطاب هش لا يقوم على منطق أو عقل، وعدم مواجهته في مكانه يؤدي إلى استفحاله، ولو تم مواجهته بخطاب علمي مضاد ومحكم ويمتلك كل أدوات الجاذبية، أعتقد أن هذه هى المواجهة الحقيقية.