قضية فلسطين وإسرائيل هي أطول قضية لم تُحل في التاريخ، منذ عام 1916، ولا يمكن وضعها في الإطار المحلي ولا الإقليمي، لأنها قضية تتنازعها عقبات سياسية وعقائدية وتاريخية، والجزء العقائدي يلعب الدور الأكبر، فاليهود يدًعون أن لهم حقوق تاريخية عمرها آلاف السنين والعرب يرون أنها إدعاءات مزيفة، وأن الإسرائيليين لا حق لهم وهم "محتلون".
#زي_النهارده #15_مايو 1948 — الجيوش العربية تدخل #فلسطين أبان حرب فلسطين، والإعلان عن قيام دولة #إسرائيل ويعرف ب #يوم_النكبة pic.twitter.com/jebW8gVIVu
— CBC Egypt (@CBCEgypt) May 15, 2017
الصراع العربي الإسرائيلي لا تحكمه قواعد المنطق أو القوانين الدولية، وتتحكم فيه عناصر القوة والنفوذ والدعم الأمريكي اللا محدود منذ البداية، فكلما تراجع العالم الغربي عن الدعم المفرط لإسرائيل، في محاولة لاسترجاع قيم الحق والعدل والسلام والتعايش المجتمعي، تتدخل الولايات المتحدة على الخط لتعيد الوضع إلى مرحلة الصفر، وإعادة عملية التفاوض من جديد.
وبين الدولتين والدولة الواحدة والحكم الذاتي منزوع السلاح، ومنع عودة اللاجئين والتلويح بتوطين الفلسطينيين في مناطق من دول الجوار عن طريق تسريبات يتم تكذيبها لاحقاً لجس النبض… ضاعت القضية، سبعة عقود هي عُمر دولة إسرائيل وأيضا عًمر القضية أممياً.
كل الطرق لا تؤدي للحل، وكل يوم تضاف عقبات جديدة من بناء وحدات استيطانية جديدة أو تهجير وإخلاء لمناطق، وزاد الأمر تعقيداً ما تبناه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، منذ اليوم الأول للانتخابات الأمريكية، والذي تعهد فيه بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس الشرقية، رغم صدور قرارات دولية تحذر من أي تغيير ديموغرافي في القدس لأنها قضية عالقة منذ مفاوضات السلام المصرية والأردنية مع اسرائيل برعاية أمريكية.
#عودتنا_حقنا👉
— دعاء الشريف —غزة (@anadoaa8) May 15, 2017
فنحن على موعد في الغد
سنغرس في الطور زيتوننا🇵🇸️
#راجعين #يوم_النكبة pic.twitter.com/lVH0ZRaQKB
ويتفق معنا في الرأي الدكتور خالد سعيد، الباحث في الشأن الفلسطيني والإسرائيلي، والذي يرى أن النكبة لم تبدأ في عام 1948، وقت قيام إسرائيل، وإنما بدأت قبلها بعشرات السنين، عن طريق الهجرات اليهودية المتوالية إلى فلسطين، وتلى ذلك تصريح بلفور1917، وتلك كانت اللبنات الأولى للنكبة الفلسطينية.
وتابع سعيد، أن الإهمال العربي للهجرات الإسرائيلية والتخاذل الفلسطيني تجاه بناء المستعمرات والذي تم تتويجه بالقرار الأممي 181 في نوفمير 1947 لتكتمل القصة وتقسم فلسطين بين اليهود والعرب، وعلى الرغم من استعداد الجيوش العربية لمواجهة العصابات اليهودية في حرب 1948، فإن الوحدة بين تلك العصابات استطاعت أن تحقق نجاحات كبيرة مقابل تفتت الجيوش العربية، ويستمر المسلسل العربي والفلسطيني في إهمال ما تقوم به إسرائيل من نكبات متوالية بحق الشعب الفلسطيني، من توطيد للعلاقات بين إسرائيل والغرب وبخاصة الولايات المتحدة الأمريكية.
ومن جانبنا نرى أن حياتنا ستتحول، في المراحل أو السنوات القادمة، إلى مجموعة من ذكريات للنكبات المتوالية، والتي قد لا نتذكر تواريخها من كثرتها، وسيستمر مسلسل التفاوض من أجل التفاوض لسنوات بلا نتائج…فلن تقام دولة فلسطينية سواء موحدة أو متفرقة ولا دولة واحدة متعددة الأعراق تجمع بين الفلسطينيين واليهود، فلن يقبل بذلك لا الإسرائيليين ولا الفلسطينيين… ويستمر الصراع!
(المقالة تعبر عن رأي كاتبها)