المغرب بين تظاهرات سلمية معتادة وخطة حكومية للاستجابة
أصبح مصطلح التظاهرات مثيرا للقلق في الأوساط العربية والعالمية وذلك عقب ما يسمى بثورات الربيع العربي التي شهدتها المنطقة العربية في عدد من الدول بداية من أواخر عام 2010، ولكن في المغرب هناك رأي آخر حسب قول المتابعين للشأن المغربي من الداخل حيث أن التظاهرات شيء تعتاده الجماهير المغربية بطريقة سلمية للمطالبة بتحقيق مطالب اجتماعية في المقام الأول وسياسية واقتصادية كما أن التعامل الأمني معها اختلف في السنوات الأخيرة حيث اختفت أشكال القمع لأي تظاهرات أو احتجاجات سلمية وهذا ما ذهب إليه ضيف حلقة اليوم من برنامج "البعد الآخر" عبر أثير إذاعة "سبوتنيك" الكاتب الصحفي التونسي الحسن العسيبي، حيث قال إن التظاهرات التي وقعت أمس في الحسيمة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة ولكنها كانت في شكل حضاري وسلمي وتم التعامل معها بنفس الشكل، وهو ما يختلف عما يحدث في المشرق العربي من مفهوم التظاهر والاحتجاج والأمثلة كثيرة على سلمية التظاهرات المغربية فالمظاهرات ليست فقط في الحسيمة فهناك مثلا الآن تظاهرات في مناطق أخرى.
وأشار العسيبي أن هناك مفاوضات تجري الآن بين مؤسسات المجتمع المدني وبين مؤسسات الدولة لحل المشكلات الاجتماعية التي يطالب المتظاهرون بحلها مثل بناء جامعة أو مدينة طبية وغيرها من المطالب المشروعة كما وصفها المحتجون وكما وصفتها الحكومة نفسها.
وأردف العسيبي قائلاً: إن المشكلة الحقيقية تكمن في سرعة الاستجابة إلى مطالبات أهل الريف الشمالي فهؤلاء الناس لم يخرجوا للتظاهر إلا بعد انتظارهم لحوالي سنة ونصف ولم يتم تنفيذ المشروعات الضخمة وما شاهدناه أمس في الحسيمة هو أداة ضغط سلمية حضارية ولكن نخشي أن لا يطول صبرهم.
إعداد وتقديم: يوسف عابدين.