وأوضح وضاح في لقاء خاص مع "سبوتنيك"، أن ترامب قام بابتزاز منظومة الحكم في السعودية قبل الانتخابات وذهب بعدها لحصد نتائج الابتزاز من خلال الأموال التي وعدت بها الولايات المتحدة الأمريكية، علماً أن السياسة الأمريكية قد تبقى كما كانت عليه منذ ولاية الرئيس السابق أوباما والاحتواء المزدوج بمعنى أن الولايات المتحدة الأمريكية لا ترى مشكلة في استمرار الأزمة السورية طالما أن الأزمة تستنزف الموارد البشرية، والاقتصادية، والبنى التحتية، وتضعف البلاد، بالمقابل أن حشد الإرهابيين التكفيريين في سوريا الذين يشكلون خطرا على أي مجتمع في أنحاء العالم هو شكل من أشكال الاحتواء المزدوج وهذا ما قام به أوباما.
طموح أمريكا بالعودة
ويرى الخطيب أن الزيارة قد تكون بداية أو تمهيد لعودة قوية لأمريكا إلى المنطقة، وهناك قراءة تقول بان الموقف الحالي للإدارة الحالية والمؤسسة العسكرية بأن روسيا من خلال المدخل السوري عادت وبقوة إلى منطقة الشرق الأوسط لأول مرة منذ سقوط الاتحاد السوفييتي، في حين تراجعت مكانة الولايات المتحدة الأمريكية ودورها وبالتالي هذه محاولة للعودة إلى المنطقة لتقاسم النفوذ.
وأضاف الخطيب بأن السيناريو الثالث تمت تسميته "يوم القيامة" فالزيارة تمهيد لمحاولة إعادة تشكيل المنطقة بالنار بشكل تستفيد منه الولايات المتحدة وإسرائيل، وضرب إيران بالسعودية وممكن تدخل عربي تركي غربي إلى الأراضي السورية، ومحاولة ضرب "حزب الله" في لبنان، وهذا السيناريو مستبعد ولكن قد يجد ترامب أنه السيناريو الوحيد في حال اشتد مأزقه الداخلي إلى حد يهدد استمراره في الحكم، علماً أن مخاطر هذا السيناريو على الاقتصاد العالمي كبيرة جداً على المدى القصير وفوائده للاقتصاد الأمريكي كبيرة على المديين المتوسط والبعيد.
وتابع وضاح بأن ما يحصل في الأردن من حشد للتنظيمات الإرهابية قد يكون نوع من استعراض للعضلات، لن ينتج عنه أي عمل عسكري أو للتفاوض بالنار وقابل للحصول لاسيما أن العام 2017 شهد تقدم كبير للجيش العربي السوري وللقوات الرديفة على كافة الجبهات والاتجاهات، أو قد يهدف الأمريكيون من خلاله إلى قطع الجسر البري بين طهران، بغداد، دمشق، بيروت.
امتعاض الإعلام الأمريكي
وأشار وضاح إلى أنه من خلال متابعة وسائل الإعلام الأمريكية المختلفة "المطبوعة والورقية والمتلفزة أو مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية" تبين بأن هناك نوع من الامتعاض تجاه زيارة دونالد ترامب إلى السعودية في الوقت الذي أشار البعض إلى أنها خرق للتقاليد الأمريكية المعمول بها عند بدء رئاسة أي رئيس أمريكي يزور عادة بلد في القارة الأمريكية نفسها أو المكسيك أو كندا، أما الذهاب إلى السعودية لاسيما بعد ما قال ترامب أثناء حملته الانتخابية عن السعودية كان لافتاً، لذلك كان مستغرباً للكثير من المعلقين والكتاب أن تبدأ زيارة الرئيس الأمريكي إلى السعودية وأن يشمل برنامج الزيارة إشارات من قبل ابنته ايفانكا ترامب التي هي مستشارة له إلى تحسن وضع المرأة في السعودية، واعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" هذه الإشارة على أنها إهانة في حين ذكرت "نيويورك تايمز" أنه كان لها ثمن 100 مليون دولار دفعت لمؤسسة ايفانكا ترامب لتمكين المرأة.
ولفت الخطيب إلى أن الصحافة الأمريكية منذ ما قبل الزيارة هي في حالة صراع مع الإدارة الأمريكية الحالية، وكان واضحاً أن التغطية لمثل هذا الحدث الذي يفترض على الأقل من الناحية الإعلامية أن يكون حدثاً تاريخياً إلا أنه كان عكس ذلك في الوكالات العالمية "سي أن أن" بنسختها الأمريكية والدولية و "واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز" وغيرهم، حيث كان الخبر متلازم مع قصة التسريبات لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في الوقت الذي تم التركيز في الصفحات الالكترونية على موضوع لافروف أو صعوبة التعامل مع الرئيس الأمريكي الحالي في منتصف الصفحة التي يقع عليها نظر المشاهد مباشرة أما في الصحافة الورقية كان لافتا إلى أن خبر التحقيق في موضوع عزل مدير "أف بي آي" والتسريبات لوزير الخارجية الروسي لافروف أثناء الاجتماع معه على أقسى يسار الصفحة أي ما يقرأه القارئ مباشرة.
وختم وضاح: لم تكن الصحافة الأمريكية مرحبة لا شكلاً ولا مضموناً بالزيارة وجزء من أسباب هذا الموقف قد يحال إلى الأزمة الداخلية في الولايات المتحدة الأمريكية التي لم نر مثيلاً لها في التاريخ الأمريكي المعاصر منذ فضيحة ووترغيت منذ مطلع سبعينيات القرن الماضي، إضافة إلى أنه تم الانتباه الى أن التعليق على الخطاب كان غير إيجابي من خلال صفحات الرأي والكتاب بأنه شكل فرصة ضائعة.