والذي زاد الوضع سوءاً هي الأزمة التي تتعرض لها سوريا وسببت في فقدان وصعوبة تأمين الأدوية لعلاج هؤلاء المصابين.
أمين سر نقابة الأطباء البشريين في سوريا الدكتور آصف الشاهر، تحدث لـ"سبوتنيك" عن الأمراض الوراثية المتعلقة بالموروثات التي تقبع في الصبغيات ونصف هذه الصبغيات هي من الأب والنصف الأخر من الأم وهي تحمل الصفات الوراثية من الأب والأم للأبناء والأحفاد سواء كانت هذه الصفات طبيعية كالطول، ولون الجلد، والشعر، أو كانت مرضية تؤدي إلى حدوث أمراض معينة.
أنماط الوراثة
مغلقة على نفسها
وبين الشاهر أن الأمراض الوراثية شائعة فمثلاً نسبة التلاسيميا والداء المنجلي تصل إلى 20 من أصل 1000 ولادة حية في بعض التجمعات البشرية، علماً أن الأمراض الوراثية شائعة أكثر مما نتصور وخاصة في التجمعات البشرية المغلقة على نفسها التي يتزوج أفرادها من بعضهم حصراً، ونذكر من الأمراض الشائعة الفوال، واعتلال الخضاب المنجلي، والتلاسيميا وهذه الأمراض تسبب فقر دم انحلالي وتكثر حول البحر المتوسط، ويمكن كشف من يحملون
وشدد الشاهر على ضرورة الوقاية من الأمراض الوراثية والقيام بالاستشارة قبل الزواج وتنظيم بطاقة صحية للراغبين في الزواج، ويعتبر كشف حملة الأمراض الوراثية من أهم الأعمال الطبية في هذا المجال، وهذا ما تقوم به نقابة الأطباء في سوريا في عيادات ما قبل الزواج وتشارك المجتمع في هذا الهمّ وتتقاسمه مع الأفراد والأسرة والدولة، وهي قضية وطنية استطاعت حل العديد من المشاكل الناجمة عن تلك الأمراض وأصدرت بعض الدول حول البحر الأبيض المتوسط قوانين تمنع زواج حملة الأمراض الوراثية.
هذه العيادات تؤدي خدمات متكاملة من استشارة وراثية ومناقشة المقبلين على الزواج بالأبعاد الصحية والاجتماعية والنفسية والكلفة المادية التي تتقاسم في تحملها الأسرة والدولة.
بالأرقام
أما في محافظة طرطوس تم اكتشاف خلال عام 2011، 422 حالة منجلي، و332 حالة تلاسيميا، وفي 2015 اكتشف 15 حالة منجلي، و15 حالة تلاسيميا، وفي 2016 ، 200 حالة منجلي، و170 حالة تلاسيميا.
وبلغ العدد الكلي في سوريا 8 آلاف مصاب 500 منهم سافروا إلى الأردن، و300 في لبنان و 700 خارج سوريا، وكلفة مريض التلاسيميا باهظة جداً ومعدل الحياة عند المريض 25 سنة فقط .