هذا العام، لم تمنع أحداث المنيا الإرهابية، التي راح ضحيتها ما يقارب الـ30 قبطياً، المعلم حليم ميخائيل، من أن يقيم مأدبته السنوية، التي يوزع فيها الوجبات الجاهزة على الصائمين، بل زادته
عزماً على المضي قدماً في خدمة المسلمين، معتبراً أن ما يقوم به واجب تجاه أشقائه في الوطن، وتقديرا لمصر قبل أن يكون لدين معين.
يقول حليم، في تصريح لـ"سبوتنيك"، إن مائدة الرحمن التي يقيمها ليس الهدف منها إطعام الفقراء فحسب، وإنما الهدف منها تدعيم أواصر الود والمحبة بين أبناء الوطن الواحد، ليعلم العالم كله أن إطعام المصري الصائم فرض على
الجميع، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين، وأنه لا فرق بين دين ودين في هذا الوطن.
ويضيف "لم نعرف في مصر، على مدار تاريخها، وطوال حياتنا، أي مظهر من مظاهر التفرقة بين دين وآخر، تربينا على أننا — مسلمين ومسيحيين- أخوة في وطن واحد، ندافع عن تراب مصر معاً، كما حدث في حرب أكتوبر
1973، وجميعنا مستعدون للدفاع عنها وبذل دمائنا فداء لها، ولم يكن يخطر ببال أحد أن نرى اعتداءات على أقباط أو مسلمين من قبل المتطرفين في مصر".
الإرهاب — والحديث ما زال للمعلم حليم ميخائيل — دخل مصر مستهدفاً ليس فقط قتل الأقباط والقضاء على وجودهم، وإنما إحداث فتن تؤدي في النهاية إلى دمار الدولة وإسقاطها، وهو أمر لن نسمح به أبداً، لذلك فإن مائدة الرحمن ليست للإطعام فحسب، بل هي رسالة، أن مالنا واحد وعملنا واحد، ومصيرنا واحد".