وعن بداية تشكيل هذه القوات قال الشيخ تركي "في البداية جاءت فكرة قتالي ضد الفصائل المسلحة نتيجة أسباب شخصية فقد كنت أملك الأراضي الزراعية وبعد دخول المسلحين إلى الرقة كنت في قريتي البوحمد مع أبناء عمي نعمل في تجارة السيارات أيضاً، ومع دخول مسلحي "الجيش الحر" واستيلائهم على سياراتي وبدؤوا البحث عني…عند ذلك خرجت أنا وعدد من أفراد أسرتي إلى دير الزور وبعد يومين قام المسلحون بنهب ممتلكاتنا واستولوا على أراضينا وبعد ظهور تنظيم "داعش" عام 2014 قام مسلحوه بقصف منزلي بعد أن أفرغوه من محتوياته"…
خطف عناصر للنصرة وأحرار الشام
وأضاف: منذ بداية خروجنا إلى دير الزور قمنا بتشكيل قوات مقاتلي العشائر، وكان عددنا في الشهر الأول 200 مقاتل من عشيرة البوحمد، وبدأنا بتنفيذ عمليات نوعية وقسمنا بعضنا إلى مجموعات كل مجموعة تضم 25 مقاتلاً تنفذ عمليات نوعية ضد المسلحين… كنا نلبس لباس المسلحين ونقيم حواجز ونختطف عناصر من "أحرار الشام" و"جبهة النصرة" و"لواء صقور السنة" وغيرها…وتمكنا من خطف رؤوساً كبيرة لتلك التنظيمات بهذه الطريقة، وكلها سلمناها إلى الأجهزة الأمنية في دير الزور خلال أربع سنوات…كنا ندخل بعمق 130 كيلومتر من الأراضي التي يسيطر عليها المسلحون…وانكشفنا بعد سنة ونصف.
لقد أثرت الحرب على الشيخ تركي كما أثرت على معظم السوريين لتحصد أرواح عدد من أقاربه وقال "استشهد 75 فرداً من عائلتي بداية الحرب اثنين منهم كانا أحمد الصالح وعلي السيد عندما قام مسلحو داعش الإرهابي بقطع رأسيهما بعد أن اكتشفوا أمرهما خلال تنفيذهما عملية نوعية داخل الرقة."
نسقنا معركة تدمر مع الروس
وأضاف.."بعد فترة من تنسيقنا مع الجيش السوري في دير الزور تطورت علاقاتنا وطلبوا مني التحرك باتجاه دمشق التي بقيت فيها لمدة شهر مع بقاء قواتي في دير الزور، وقاتلوا مع الجيش السوري ومن ثم طلبوا مني الذهاب إلى حمص وتشكيل قوة فيها من أبناء العشائر… قمت على أثر ذلك بزيارة شيوخ العشائر وطلبت منهم مقاتلين من عشائرهم للانضمام إلى قواتنا وكانوا يتجاوبون بشكل فوري ويرسلون العدد المطلوب منهم من المقاتلين وكان هناك إقبالا كبيراً، وشكلنا هذا الجيش في حمص وشاركنا في معركة تحرير تدمر الأولى ومهين والقريتين وكنا الرديف الأول للجيش العربي السوري كما شاركنا بتحرير مدينة حلب…وبعد سيطرة "داعش" على تدمر للمرة الثانية طلبوا مني العودة إلى هناك والمشاركة في تحريرها فأرسلت 300 مقاتلاً بعد أن نسقنا العملية مع الأصدقاء الروس في مطار حميميم وكان محور قتالنا عند المحطة الرابعة بمسافة 50 كم، وكانت لدينا خبرة في القتال بتلك المنطقة نتيجة مشاركتنا بعملية التحرير الأولى، وحررناها خلال 20 يوم خسرنا خلالها شهيداً واحداً ولاتزال لدينا قوات فيها إلى الآن تسيطر على التلال المحيطة بتدمر التي هي جزء من تاريخ أي سوري..كما أنه لدينا قوة داخل الأراضي التي يسيطر عليها "داعش" وهي عبارة عن خلايا نائمة ولدينا مقاتلين مع الأكراد ولدينا قوات داخل دير الزور…وشاركت قواتنا أيضاً في معارك حماة."
إلى البوكمال للقاء الحشد الشعبي
وفي التفاصيل قال.."شكلنا قوة جديدة تقاتل باتجاه التنف إلى جانب الجيش السوري، والمعارك هناك ممتازة سيطرنا فيها على معمل الفوسفات وعلى قسم كبير من البادية السورية. وهدف هذه العملية هو البوكمال ومن ثم الالتقاء مع الحشد الشعبي العراقي لتطويق المنطقة من جهة دير الزور.
كما أن قواتنا المشاركة في عمليات ريف حلب الشرقي والتي هي حالياً في مسكنة ستتابع عملياتها باتجاه الرقة ونحن الآن على بعد مايقارب 35 كم من الطبقة".
مقاتلون يحملون أعلى الشهادات العلمية
الشيخ تركي الأب لسبعة أولاد أكبرهم قائد سرية الرشاشات في قوات مقاتلي العشائر يفتخر بمقاتليه ويقول "لدينا مقاتلين يحملون شهادات عليا مثال على ذلك أبناء عمي خمسة منهم حائزين على دكتوراه في الهندسة المدنية وابن أختي محامي عندما بدأت الحرب طلبت منهم ترك وظائفهم والانخراط في القتال ولبوا الطلب وهم الآن قادة مجموعات في حلب وتدمر ودير الزور وهم سيعودون إلى وظائفهم بعد انتهاء الحرب وتطهير البلاد من الإرهابيين."
وعن حال العشائر السورية وتأثير الحرب عليهم قال الشيخ تركي "العشائر العربية متكاتفة في أنحاء سوريا حتى قبل الأزمة وتوجد صلة قرابة بيننا ونحن نعود في نهاية المطاف إلى عشيرة واحدة…وعدد بسيط من أبناء العشائر الخارجين أصلا عن قانون العشائر انخرط ضد الدولة في البداية ولكن عندما وصلت الأمور إلى التسلح والقتل والذبح عاد قسم كبير منهم إلى كنف الدولة. يوجد الكثير من العشائر لم تستطع الخروج إلى مناطق سيطرة الدولة وذلك لأسباب مادية بحتة فالكثير منهم لايستطيع ترك أملاكه وأرزاقه ومواشيه للمسلحين والخروج ".
صمود سوريا لأن الأسد صمد
الشيخ تركي يعزو سبب صمود سوريا لصمود رئيسها حيث قال "سوريا صمدت بفضل صمود الرئيس بشار الأسد وعدم هروبه كما فعل غيره من الرؤساء لأنه لو فعل ذلك لكانت انهارت الدولة…هو حافظ على بلده وشعبه بسبب صموده وحكمته".
وعن علاقة قوات مقاتلي العشائر مع روسيا قال الشيخ تركي "علاقتنا مع الأصدقاء الروس ممتازة لأننا نتعامل معهم بصدق ومقاتلينا أثبتوا جدارتهم على الأرض..قدموا لي 15 وساماً..ومنحوني دكتوراه فخرية في العلوم العسكرية.."
يوماً ما سنعود للعمل في أراضينا
سوريا في عيون الشيخ تركي لا تزال جميلة وقال "بلدنا جميل…نحن خسرنا أرواح الشهداء. بإمكاننا إعادة إعمار ما دمرته الحرب وتعويض ماخسرناه من عتاد وغير ذلك. نحن الآن في ربع الساعة الأخيرة من المعركة لإعلان النصر…جيشنا لا يزال في حالة جيدة…الجيش السوري أصبح لديه الخبرة الكبيرة في القتال بعد 7 سنوات من القتال وحرب الشوارع التي يعجز عنها أي جيش في العالم…ونحن مستعدون للقتال 7 سنوات إضافية إذا انفرضت علينا لأننا نريد تحرير أرضنا من الإرهاب".
وقال…"بعد انتهاء الأزمة سيعود كل المقاتلين إلى حياتهم الطبيعية ابتداء مني وانتهاء بأصغر مقاتل سنسلم العتاد بعد أن يطلب الجيش منا ذلك ونعود إلى أراضينا وزراعتنا ووظائفنا ومن يريد البقاء في الحياة العسكرية بإمكانه الالتحاق بصفوف الجيش العربي السوري."