وبهذه المناسبة أكد المشاركون أنه يمكن لهذا المنتدى أن يصبح منصة دائمة للمناقشات العلمية للعمل المشترك ليس بين الاختصاصيين الروس وزملائهم السوريين فقط بل وبين الرواد من الخبراء الدوليين من البلدان الأخرى.
كما أجمع المشاركون على أهمية البدء بوضع برامج عاجلة لإعادة إعمار سوريا لمرحلة ما بعد الأزمة منطلقين من أولويات تحديد حجم الدمار وفرز مسارات إعادة الإعمار حسب الأفضليات بما في ذلك أعمال صيانة وترميم آثار تدمر مع الأخذ بعين الاعتبار تجارب الاتحاد السوفييتي السابق في إعادة إعمار المدن وإحياء الأوابد التاريخية والثقافية بعد "الحرب الوطنية العظمى".
وشارك المهندس المعماري السوري حسام شقوف المقيم في لندن، في المنتدى، وقال إن الأوابد التاريخية والثقافية التي لحقها التدمير في سوريا سواء في تدمر أو في معلولا أو في أماكن أخرى هي بحاجة إلى اختصاصيين بالترميم مشيراً إلى أن هذا العمل ممكن وقابل للتحقيق.
ولفت المهندس شقوف، الذي يمثل الجمعية الدولية "آراميا" لفن العمارة، الشريك الرئيس للمنتدى، إلى أن الجمعية التي يمثلها مهتمة أكثر بإعادة الإعمار لأجزاء المدن المدمرة بعد تقديم الدراسات الكاملة عنها والاطلاع على متطلبات الجانب السوري والتي تشمل كل مستلزمات الحياة من مستشفيات ومدارس وطرقات وغيرها من البنى التحتية ومراكز الخدمات الاجتماعية الأخرى.
وفي تصريح لـ"سبوتنيك" قال شقوف: لقد تعرضت معلولا للغزو والاحتلال من قبل الإرهابيين وتم اختطاف الأخوات من الدير بمن فيهم الأم بيلاجيا، ولكن تم تحريرهم جميهاً فيما بعد. مشيراً إلى أنه ومع الأسف قامت تلك الجماعات الإرهابية بسرقة مقتنيات كنيسة الدير بما فيها الأيقونات الأصلية.
وقدم المعماري شقوف أعمال ومخطاطات التوثيق التي قام بها لكل من الدير والكنيسة وإمكانية استخدام المخططات لإعادة ترميم البنائين. وذلك فيما يتعلق بالناحية التاريخية.
وفيما يتعلق بالعمارة الحديثة، عرض المعماري شقوف عدداً من المشاريع التي شارك بتصميمها وتنفيذها كجزء من عمله لدى شركة "زهاء حديد"، حيث شمل العرض في سوريا: مشروع البناء الجديد لمجلس الشعب السوري، مشروع مسار متحف اكتشاف الطفل، مشروع الأبراج الراقصة في دبي، ومشروع تخطيط إل كروف في كالفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى مشروع الأرشيف الوطني في مدينة مونتبيليه في فرنسا، ومشروع مبنى مكاتب دومينوم في موسكو روسيا.
وفيما يتعلق بالمعرض حول تدمر، قال شقوف: أنا سعيد جداً لمعرفة أن هناك بناء ثلاثي الأبعاد عن مدينة تدمر قبل قيام الإرهابيين بتدمير جزء منها.
وأضاف بأنه من خلال خبرته في مكتب "زهاء حديد" — الذي أحد أهم المكاتب العالمية للاستخدام والبحث في تقنيات التصميم ثلاثي الأبعاد وكذلك الطباعة ثلاثية الأبعاد — أنه بات من الممكن تحديد القطع والأجزاء المدمرة والناقصة والعمل على إعادة بنائها عن طريق تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد والتحكم بمظهرها الخارجي الذي من الممكن أن يكون محاكي للواقع أو من الممكن أن يتبع نظرية التضاد ويصنع من مواد مختلفة تماماً بحيث يميز الجزء الأصلي من الجزء الجديد.