نشكر لكم بداية اللقاء، ونهنئ أصدقاءنا في روسيا تنظيمهم الناجح لهذا المنتدى الذي يأتي بحلته العشرين وهو في تطور دائم ومستمر، يأتي وجودنا في هذا المنتدى دعماً وتضامناً وتفاعلاً مع أهم منتديات العالم التي تنظمها روسيا الصديقة.
هو منتدى يجلب المستثمرين، صناع القرار، يجلب أيضاً المؤسسات الكبيرة في العالم ذات النفوذ الاقتصادي، وبالتالي نرى أنه من المهم التواجد والتفاعل مع مثل هذا المنتدى.
التقاطع بيننا وبين روسيا في كثير من المجالات، والشراكات بدأت تتنامى وتكبر، فمثلاً لدينا علاقة جيدة جداً وتعاون استراتيجي في مجالات الطاقة، وأيضاً لدينا استثمارات كبيرة في روسيا السنوات الخمس الماضية، حيث أهم وأكبر الاستثمارات التي عقدها الصندوق السيادي القطري في روسيا هو الاستثمار لشراء حصة من شركة "غاز نفط" وذلك في نهاية العام الماضي وبداية العام الجاري.
وهذا أيضاً يأتي ضمن سياق تطوير العلاقات الاقتصادية وتنميتها في كافة الصعد، ويأتي أيضاً تطوير العلاقات الثقافية والسياسية في نفس السياق.
ما هي آفاق هذه العلاقة؟ هل هناك شيء جديد؟ هل عناك عقود خلال المنتدى؟
ليس في أثناء المنتدى ولكن حوارنا دائم ومستمر مع شركائنا في صندوق الاستثمار المباشر الروسي، نحن لدينا ممثلين من الصندوق السيادي القطري في المؤتمر، ولدينا ممثلين من جهات حكومية أخرى من وزارة المالية، كلهم متواجدون للدخول في مشاورات لرفع مستوى الشراكة في كافة المجالات.
روسيا لاعب مهم في الملف السوري، ودورها سيكون حاسماً في حل الصراع، ونتفق مع الروس في الكثير من النقاط في الملف السوري، على المبادئ، وحدة التراب السوري، ألا تقسم سوريا إلى كانتونات أو دويلات، ألا تكون سوريا طائفية بل للسوريين كلهم بكل طوائفهم وأعراقهم.
الاختلاف في وجهات النظر يأتي في كيفية تحقيق هذه الأهداف وكيفية ترجمة المبادئ إلى واقع. ونحن في تعاون وحوار مستمر مع القيادة السياسية في روسيا، لحل الصراع السوري في أسرع وقت ممكن حقناً للدماء، ووضع استقرار للمنطقة التي شهدت منذ السنوات الأخيرة تقلبات كثيرة، أدت إلى خسارة كبيرة للجميع وضياع فرص لكل الأطراف.
روسيا تقود محادثات أستانا، كيف تقيمون محادثات أستانا؟
نحن ندعم محادثات أستانا ونشد على أيدي أصدقائنا الروس والأتراك والإيرانيين بأن يضعوا حداً لهذه المأساة الإنسانية ويخرجوا سوريا من الدمار الذي هي فيه، ونحن ندعمهم في كل مسار يؤدي بالنتيجة إلى حقن دماء وخلق مناخ يجمع السوريين تحت مظلة المبادئ التي ذكرتها قبل قليل.
العلاقات الخليجية الخليجية شهدت تحولاً خاصة على مستوى التوجه ضد قطر، وهناك هجمة إعلامية كبيرة.
العلاقات الخليجية الخليجية تمر بمرحلة توتر وذلك بسبب الأوضاع التي تجري في المنطقة.
هناك تباين في وجهات النظر بين الأشقاء في منظومة دول مجلس التعاون، وهذا التباين أدى بطبيعة الحال إلى وجود بعض من يرون أن التوجه لدينا يؤثر بصورة سلبية على مسار التعاون، وهذا كلام ليس بصحيح، إنما لكل دولة، قطر جزء من هذه المنظومة وتدعم تطورها وتدعم بناءها وأمنها واقتصادها، ثقافة مشتركة ومجتمع واحد، تشوبه الخلافات بين الحين والآخر لكن لم نشهد ومنذ إنشاء منظومة دول مجلس التعاون هكذا تصعيد، نتمنى على كل من هو مسؤول ويعي حدة الظرف الذي نعيشه في الشرق الأوسط أن علينا أن نوحد الجهود في ظل التحديات القائمة.
سوف تنتهي هذه الأزمة وسوف يعود البيت الخليجي بإذن الله بمساره الذي استمر عليه لمدة أربعة عقود، مسار تطوير التعاون البيني وتوحيد الصفوف ووضع الإطار الذي يمكن لهذا المواطن الخليجي أن يترجم رؤاه وإمكانياته إلى واقع يجلب له السعادة والاطمئنان والفسحة الاقتصادية.
لا أعتقد لأن المنظومة قوية بتكاتف الشعوب أولا وبحكمة القادة ثانية، نحن نمر في ظرف دقيق في الشرق الأوسط وهو ظرف له تداعياته، لذلك لا أعتقد أن قاداتنا في دول مجلس التعاون سيسمحون لهذا الظرف أو لهذه التداعيات أن تؤثر سلباً على مسيرة مجلس التعاون الخليجي
وكيف تعالج هذه التداعيات؟
بالحوار الصريح، بعدم استخدام الوسائل الإعلامية لحل الأزمات أو المشاكل، بعدم شعبوية هذا الخلاف، وإنما وضع نقاط الخلاف والتباين في قاعات الاجتماعات والمقابلات المباشرة مع المسؤولين وطرح الروئ ومحاولات فهم الرؤى لدى الطرف الآخر، هذه هي الوسيلة الوحيدة.
العلاقة مع مصر تبقى دائما وأبداً مبنية على الاحترام المتبادل، نحن لا نقف عائقا أمام تطور أشقائنا في مصر، وإنما ندعمهم في مسيرتهم التي نتمنى أن تجعل من مصر دولة قوية لها دورها في الشرق الأوسط، ولكن نتمنى أيضا أن يكون هناك عامل استقرار داخلي في مصر حتى يتمكن هذا البلد والشعب العظيم من تحقيق طموحاته في ظل المقدرات المتوفرة لديه