ورأى خبير العلاقات الدولية أن اختيار الكويت جاء استنادا إلى عدة أسباب، أولها هو، الدور الذي لعبته في عام 2014 في رأب الصدع بين قطر من جانب، والبحرين والإمارات والسعودية من جانب آخر، والسبب الآخر هو "أن سبب الخلاف من الأساس قد يكون إيران التي يلعب أمير الكويت دورا كبيرا في التقريب بينها وبين دول الخليج، وفي هذا رسالة من قطر مفادها أنها لا تغرد وحدها خارج السرب".
وأردف سمير أن "الحكومة القطرية لا تقوم بأي خطوة دون إذن، وضوء أخضر من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية، فقطر لا تتصرف من تلقاء نفسها بل هي قيد تنفيذ أجندة متفق عليها مع دول كبرى، وإذا كان هناك بعض اللوم الصادر من قبل الولايات المتحدة على تصرفات قطر فهو يأتي في سياق السحابة التي تغطي العلاقات الأمريكية القطرية المتينة، وما زال من المبكر الحديث عن نقل القاعدة الأمريكية الموجودة في قطر إلى المناطق الأخرى المرشحة لوجودها فيها كإقليم كردستان العراق، أو بعض المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية في سوريا".
واستبعد الخبير حدوث انقلاب في قطر في هذا التوقيت وإنما الاعتماد على الضغط على الدوحة من أجل إنهاء جميع القضايا في الشرق الأوسط.
وأضاف سمير "لا يمكن أن يكون هناك انقلاب في قطر دون ضوء أخضر أمريكي تتلقاه دول الخليج القادرة على القيام بذلك بالفعل".
وعن دور الإعلام الخليجي في تصاعد وتيرة الخلافات بين الجانبين قال سمير، إن "الإعلام القطري هو من بدأ افتعال الأزمة حين هاجم قمة الرياض قبل بدايتها، و مع ذلك تم التمثيل القطري في هذه القمة من قبل الأمير تميم، مما يوحي بأن قطر لها لغة خطاب إعلامية وسياسية معلنة، وأخرى غير معلنة، كما أنها تتبنى قوانين وتنفذ عكسها".
واتفق الكاتب الصحفي حبيب الصايغ رئيس تحرير صحيفة الخليج المسؤول، مع هذا الرأي قائلا ،"هناك اتفاقات وتعهدات تعهدتها قطر في قمة الرياض عام 2014، على التوجهات الإعلامية بشكل عام، ولقناة "الجزيرة" بشكل خاص، وفي سياستها الخارجية في الحد الأدنى، ودول المنطقة الآن تطالب قطر بتنفيذ تلك الاتفاقات المكتوبة والموثقة".
وأشار الكاتب الصحفي إلى أن البحث عن وساطة كويتية لإصلاح ما فسد بين الأشقاء هو أمر مكرر، لا جدوى منه، وأن الحل الوحيد لهذه الأزمة هو إصلاح قطر لسياساتها في المنطقة، والعودة إلى المنظومة الخليجية، "ليس بمعنى التبعية، وإنما بمعنى التخلي عن كونها جارة مزعجة، والبعد عن لعب دور الجارة العدوّة".