فالقناة القطرية، التي كانت سبباً رئيسياً في دعم الاتهامات الخليجية والمصرية الموجهة إلى قطر بدعم الإرهاب، وجدت نفسها محاصرة بين أكثر من "كماشة"، فمن جهة تم إغلاق مكاتبها في مصر منذ 3 سنوات، ومن جهة أخرى، تتوجه دول أخرى، وفي مقدمتها السعودية والإمارات والأردن، إلى إغلاق مكاتبها وسحب تراخيصها.
ولكن هل هناك أسباب أخرى أدت إلى هذا العداء الخليجي والمصري والليبي والأردني لقناة "الجزيرة"، بخلاف الأزمة السياسية مع الدولة التي ترعاها؟
يرى عضو مجلس نقابة الصحفيين المصريين السابق ورئيس تحرير موقع "الغد العربي" إبراهيم منصور، أن الأمر في هذه المرة يشبه الحرب بين دول الخليج وقطر، وهناك أشياء لا أحد يعرفها بين كل هذه الأطراف، ففجأة أصبحت قطر راعية ومفجرة للإرهاب، والأكيد أن هناك أمورا لم يتم الكشف عنها في علاقات قطر تحديداً بالسعودية والإمارات.
وأضاف منصور، في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، اليوم الأربعاء 7 حزيران، معروف أن هناك تاريخ من العداء الطويل بين مصر وقطر، ومصر تتهم قطر منذ سنوات بدعم واحتضان الإرهاب بشكل واضح وصريح، وتعتبرها الملاذ الآمن لعدد من قيادات جماعة الإخوان، الذين فروا إلى قطر، ولكن ما حدث من السعودية والإمارات يؤكد أن هناك معلومات غير متاحة للجميع.
وأوضح عضو مجلس نقابة الصحفيين السابق أنه حدث من قبل أن اتهمت مصر قطر برعاية الإرهاب، وطالبت دول الخليج بالتدخل في هذا الأمر، ولكن دول الخليج كانت تعمد إلى احتواء الأزمة، والدليل على ذلك دفاع دول الخليج عن قطر، عندما اتهمتها مصر بالضلوع في تفجيرات الكنيسة البطرسية في مصر.
وعن الشروط التي قالت بعض وسائل الإعلام إنها مفروضة من جانب السعودية لقبول التصالح مع قطر، ومن بينها ضرورة إغلاق قناة "الجزيرة" ووقف تمويل بعض الصحف ووسائل الإعلام، لفت إلى أن هذه الشروط تم نفيها بالفعل، ولكن أي تصالح سوف يكون من خلال شروط سعودية، والضغط على قطر لقبولها.