ولفت كاتبا التقرير المذكور، ديفيد كيرباتريك وشيرا فرنكل، إلى أن هذه التصريحات المتناقضة للأمير القطري لم يقصد منها إلا تنفير الدول الخليجية والولايات المتحدة، في الوقت الذي عملت قطر على نفي ما جاء في التقرير الصادر بتاريخ 24 أيار/مايو الماضي.
ونوه الكاتبان إلى أنه ما إن بدأت الدولة القطرية بنفي كل ما ذكر جملة وتفصيلاً على لسان أميرها، حتى بدأ إعلام المملكة العربية السعودية والإمارات العربية، وفي أقل من 20 دقيقة، بنشر أخبار هجومية، وبدأت القنوات بمقابلة عدد من المعلقين، الذين كانوا جاهزين لشرح ما قالوا إنها خيانة قطرية.
وألمح التقرير إلى مسألة أنه ليس من باب الصدفة أن يتم اختراق حساب سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة بعد أيام على هذا الأمر، حيث ظهرت تسريبات من حساباته الإلكترونية في وسائل إعلام غربية وعلى قناة "الجزيرة".
ويلفت الكاتبان إلى أن التآمر الإلكتروني كان بداية لمناوشة بين حلفاء خليجيين، وحشد الإمارات والسعودية لدولهم الحليفة، وقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، وحظر السفر والتجارة معها وغيرها من الإجراءات التي أدت إلى تشرذم الوحدة التي دعت إليها الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش" وإيران.
والأغرب من ذلك كله كلام التقرير بأن مكتب التحقيقات الفيدرالي "أف بي آي" وخبراء آخرين توصلوا إلى أن وكالة الأنباء القطرية كانت ضحية لعملية قرصنة، من المحتمل أنها بدأت على يد قراصنة روس مستأجرين. على حد تعبيره.
وتؤكد الصحيفة أن "لعبة القرصنة جارية في منطقة الخليج منذ سنوات، مع أنها لم تظهر للعلن بهذه الصورة، ففي عام 2015 قام وسيط عربي تربطه علاقة بقطر بتقديم عدد من رسائل البريد الإلكتروني، التي تمت القرصنة عليها من وزارة الخارجية الإماراتية، وتتحدث عن خرق الإمارات للحظر الجوي على ليبيا، وإرسالها أسلحة للمقاتلين هناك.
ويكشف الكاتبان عن أن منظمات أخرى استخدمت رسائل إلكترونية تمت قرصنتها من جماعة تطلق على اسمها "غلوبال ليكس"، واستخدمت في عنوانها روسيا، بشكل يشير الى أن الـ"هاكرز" ربما كانوا روسيين.