وفي هذا الموضوع يقول الدكتور عبد الحكيم خسرو:
"إذا نظرنا إلى موقف الحكومة العراقية فتراه موقفا ثابتا ولم يشهد أي اختلاف، ويتمثل برفض استقلال كردستان، وترى من أنه لابد من الجلوس حول طاولة الحوار وحل الإشكاليات الموجودة بعد القضاء على "داعش"، ومن جانب آخر، فإن الحكومة لم تقم بأي مبادرة منذ عام 2013 ولحد الآن، فهي حتى لم تحل مشكلة الموازنة مع إقليم كردستان وغيرها من المشاكل، ولاتوجد إرادة حقيقية في بغداد لحل هذه المشاكل، وبالتالي فأن بغداد تعرف جيدا أنها لا تستطيع تلبية مطالب الشعب الكردي، كما أن الأكراد لا يجدون الشراكة الحقيقية مع الحكومة الاتحادية، لأن وجود العديد من الأجندات الداخلية والخارجية كلها دفعت باتجاه ما آلت إليه الأمور في الذهاب نحو الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان، ومن ثم الدخول في مفاوضات قد تكون شاقة مع الحكومة العراقية للتوصل إلى تفاهمات مشتركة في العديد من القضايا منها قضية الحدود والثروات الطبيعية وقضية المياه وغيرها من الأمور التي بحاجة إلى لجان فنية تتعاطى معها بصورة دقيقة، وهذا من أجل عدم اللجوء إلى صراعات مستقبلية وعدم ترك المجال لها. وإذا تكلمنا عن المبادرات فإننا سمعنا عن مصالحة وطنية، لكنها تخص السنة وليس الكرد، وسمعنا كذلك عن التسوية التاريخية، ولكن ما هي بنود التسوية، لأحد يعرف، كل ماهناك ورقة تم طرحها من قبل رئيس التحالف الوطني، كما أن هناك عدم توافق حتى داخل التحالف الوطني الشيعي في طريقة إدارة الدولة. وينبغي القول بأن هناك مسألة ستظهر أو ظهرت إلى العلن وسوف تطغى ليس فقط على الشأن العراقي، وانما حتى في سوريا، إلا وهي المسألة السنية، وستكون شبيهة بالمسألة الكردية سابقا، وستكون مشكلة كبيرة تواجه سوريا والعراق، فالملايين من السنة نازحين ومهجرين.
لابد أن نميز بين الاستفتاء والاستقلال، فالأول هو عملية ملزمة فقط للحكومة الكردية، متمثل بإلزام السلطة الكردستانية بالتحرك نحو الاستقلال وهو لا يلزم أحد غير الحكومة الكردية. والهدف الأساسي لعملية الاستفتاء هو إخراج مبدأ المناداة بالدولة الكردية من أطروحات شخصية وحزبية إلى إرادة شعبية، وهي من سوف تحدد، أما توقف القادة السياسيين عن المناداة بالاستقلال إذا كان هناك رفض شعبي، وإلا سوف تستمر القيادات الكردية بالسير نحو الاستقلال إذا كانت النتيجة إيجابية".
يذكر أن رئيس ديوان إقليم كردستان فؤاد حسين قد اجتمع أمس الخميس مع رئيس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في الإقليم، لمناقشة التحضيرات لإجراء الاستفتاء والانتخابات هناك.
وجاء ذلك بعد أن اجتمع ممثلو الأحزاب السياسية في برلمان وحكومة إقليم كردستان الأربعاء مع رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، وحددوا الـ25 من سبتمبر/أيلول المقبل، موعدا لإجراء الاستفتاء على استقلال الإقليم.
إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون