وأضاف "الصدر" قائلا: "منع القوات المسلحة من استخدام بعض الأسلحة في العمليات مثل المدفعية والراجمات من أجل إصابة الأهداف، ساهم أيضا في تأخير الحسم".
وعن موقف العراق من الأزمة الخليجية القطرية، أوضح السفير حبيب الصدر، أن العراق ينأى بنفسه عن صراعات المنطقة، ولا يريد أن ينشغل إلا بمعركته الرئيسية وهي مكافحة الأرهاب.
وقال إن العراق يفضل أن يكون جزءًا من الحل وليس ضلعاً في أزمة، مضيفًاَ "رغم أن العراق كان أكبر المتضررين من الدول الممولة للإرهاب والداعمة إعلاميًا له والتي مارست سلوكاً تخربياً داخل أراضيه، لكننا لسنا في وارد الثأر وانتهاز الفرص".
ولفت الصدر إلى تحسن العلاقات العراقية القطرية في الفترة الاخيرة، موكدًا علي دعوة العراق المستمرة إلي لملمة الأزمة خوفًا من أن تدخل أطراف خارجية تحول الأزمة لكرة ثلج تبدأ صغيرة وتنتهي كبيرة.
وحول الفدية القطرية التي صادرها العراق قبل أن تصل لخاطفي الصيادين القطريين، أوضح الصدر أن أمريكا ليس لها علاقة بهذا الموضوع، مؤكداً أن العراق دولة ذات سيادة، وهذه الفدية تم التحفظ عليها في مكان أمن لأنها خالفت القوانين.
وأضاف أن "هذا الأمر محسوم لن يسمح العراق بوصول هذه المبالغ إلي الخاطفين الإرهابين المجرمين، وإذا فُتح هذ المجال في مجلس الأمن فالعراق سيزوده بكل المعلومات والبيانات"، مؤكداً علي تفاوض قطر مع تلك الجماعات الإرهابية دون علم الحكومة العراقية.
وأردف قائلاَ: "وضع العراق لنفسه منذ عام 2003 استراتيجية ثابتة في علاقته الخارجية، وقد تضمن الدستور العراقي الصادر عام 2005 تأكيداً صريحاً من خلال المادة الثامنة من الدستور، والتي نصت علي حسن الجوار، عدم التدخل في شئون الدول الأخري، حل النزاعات بالطرق السلمية والحفاظ علي المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، بالإضافة لوجود العراق علي حدود دول الخليج وإيران ربما يساعدها موقعها الجغرافي علي لعب دور إيجابي في مد جسور التواصل بين الجميع".
وحول إعلان أمريكا استمرار قواتها بعد داعش داخل العراق، أشار إلى أن "العراق وقع مع الولايات المتحدة اتفاقية الإطار الاستراتيجي، وخرج بموجب هذه الاتفاقة أخر جندي أمريكي من العراق نهاية عام 2011، بذلك استعاد العراق سيادته علي كامل الأراضي العراقية، ولكن بعد ظهور الجماعات الإرهابية في عام 2014، طالبت العراق استشاريين من كل العالم من أجل تقديم المشورة العسكرية والمعلومة الأمنية الاستخباراتية والدعم اللوجستي، دون أن يكون لهذه القوات أي دور في العمليات القتالية البرية، أما بقاء المستشارين الأمريكيين بعد انتهاء العمليات العسكرية فهو أمر مرهون بحاجة القوات المسلحة العراقية للتدريب أو المشورة وبقرار من رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، وألا يمس ذلك السيادة العراقية".
وعن مسار العلاقات العراقية الروسية، وصفها السفير العراقي بالقاهرة بأنها "قديمة ومتينة"، مشيراً لدور أصدقائهم الروس ذو الأيادي البيضاء —وفق تعبيره — في دعم الحكومة العراقية عام 2003 أو بعد ذلك، موكداً على أن الشعب العراقي لن ينسي تلك الأيادي البيضاء التي مسحت جراحه ومتاعبه في أحلك الظروف، بالإضافة لوجود تبادلات تجارية ممتازة بين البلدين، "كما أن للشركات البترولية الروسية مشاريع استثمارية هامة في العراق، هذا بجانب أن معظم القيادات العسكرية العراقية تخرجت من الكليات الروسة، ولذلك تُولي الحكومة العراقية الشراكة مع الأصدقاء الروس اهتماما بالغًا، لتشمل تلك الشراكة كافة الأصعدة والميادين، لذلك لا خوف علي هذه العلاقة لأن بنائها متين"، متوقعًا تطورات ملحوظة في الفترة القادمة.
وحول العلاقات المصرية العراقية، قال "ترجع العلاقات العراقية المصرية لأكثر من 5 آلاف سنة، وقد سعي البلدان لرفع مستوي العلاقات التي شابتها النمطية لفترة، ولكن الآن تحاول الدولتان رفع مستوي العلاقات للتحالف الاستراتيجي"، مضيفًا "ظهر التعاون في المجال النفطي وقد تم الاتفاق أيضًا علي مد أنبوب من النفط، سيزود المملكة الأردنية الهاشمية ومصر بالإضافة لتصدير الباقي من نفط العراق لدول أوروبا، وسيتم التكرير في المعامل المصرية مقابل المشتقات، هذا الاتفاق كان القاطرة الحقيقية التي جرت ورائها كل العلاقات الأخري وسيتم توقيعه في أب/أغسطس القادم، علي يد اللجنة العراقية المصرية الاقتصادية".
وعن دور الحشد الشعبي، أوضح أنه كان في بداياته حالة شعبية تبلورت وشارك فيها كل المكونات العراقية، مشيرًا إلى دوره في تماسك ووحدة العراق وصد السيل الأسود الإرهابي عن بغداد وباقي المدن العراقية، مستطردًا "أقولها بفم وضرس قاطع لولا الحشد الشعبي في العراق لما استعاد العراق معنوياته المعهودة وإذ حدث وقتها انكفاء للقوات العراقية، وتمكن هؤلاء الإرهابيون من بغداد لرفرفت أعلامهم السوداء في عواصم عربية، إذن العرب كلهم مدينين للحشد الشعبي البطل".
وأكد أن الحشد الشعبي بعد تحريره لمعظم أراضي الموصل، توجه للإمساك بالمنطقة الحدودية بين العراق وسورية في الطرف الثاني وصلت القوات السورية للحدود العراقية.
وبيّن أن إيران دولة جارة، ولها معهم سيناريوهان وهما: "إما معادتها كما حدث أيام صدام ولم يجني من هذا العداء إلا الحرب والمأسي، أو إقامة علاقة حسن الجوار، ومنها تزدهرالتجارة ويسود الأمان والسلام"، موكدًا علي أن لو هناك أي دولة عربية مكان العراق جغرافياَ لفعلت كما يفعل العراق الأن".
وانتقد سفير العراق بالقاهرة إعلان قيادات الأكراد الاستفتاء علي الانفصال، والعراق منشغل في حرب شرسة مع تنظيم "داعش" الإرهابي، واصفه بالتصرف الغير موفق، مضيفاً "لا يمكن لمجموعة من السياسين حسم قضية تخص الشعب العراقي جميعاَ ولا يمكن أن يُتخذ مثل هذا قرار بشكل فردي وبمعزل عن الآخرين".