ويعتبر هذا الإنجاز، الثاني في هذا الاتجاه العملياتي الاستراتيجي الشرقي بعد وصول الجيش إلى الزاوية الشمالية الشرقية من معبر التنف، وهذا يعني تحرير السخنة عن طريق التطويق عبر فكي كماشة وبناء التواصل مع المحور الثاني الذي سيطر على سلسلة من تلال المحدد على معبر التنف، هكذا بدأ الخبير العسكري والاستراتيجي السوري، العميد علي مقصود، حديثه لبرنامج "البعد الآخر" عبر إذاعة "سبوتنيك" وأضاف مقصود أن هذا الإنجاز يعتبر تحولا نوعيا حيث أسقط السيناريو الأمريكي الذي يقضي بسيطرة أمريكا وحلفائها على الشريط الممتد من الرقة إلى الجنوب السوري على الحدود الأردنية بالسويداء ودرعا.
وأشار مقصود إلى أن هذا الإنجاز أيضا عزز ما قام به الجيش العربي السوري قبل ثلاثة أيام في الريف الشرقي للعاصمة دمشق من محيط المحطة الحرارية وصولا إلى تل بكوة مرورا بتل العبد وأبو نياص وسلسلة من التلال التي أقامت أيضا خطا عرضيا لتواصل الجيش العربي السوري عبر هذه الجبهة وهذا يعني قطع كل خطوط الإمداد أمام الدواعش وأمام حلفاء أمريكا لتنفيذ أي عمليات وأن يتم ملء الفراغ الذي يحدثه خروج "داعش".
وأردف مقصود قائلا، إن الجيش العربي السوري عندما وصل إلى معبر التنف وأقام اتصالا وارتباطا مع الحشد الشعبي العراقي هذا يعني إقامة الرصيف الإقليمي الممتد من طهران بغداد دمشق إلى بيروت وقطعه أمام أمريكا وحلفائها وخاصة من الزاوية الشمالية التي شهدت تواطأ بين "قوات سوريا الديمقراطية" وداعمها الولايات المتحدة الأمريكية بأن تفتح البوابات الجنوبية للرقة حتى يخرج منها الدواعش باتجاه دير الزور ومدينة تدمر لتهديد قوات الجيش السوري وتأخير تقدمه حسب قوله.
وأشار مقصود إلى أن الجيش العربي السوري بدأ بالعمل على هذا الاتجاه ومن ثلاثة محاور رئيسية وهي الريف الشرقي لحلب الذي يعتبر المحور الشمالي، والمحور الأوسط وهو اتجاه السخنة، والمحور الأخير وهو المحور الجنوبي الذي انطلق من جنوب شرق تدمر عبر السبع ديار وصولا إلى النقاط التي وصل إليها على الحدود مع العراق وكان الجيش يتحرك وعندما تشعر أمريكا بأن هناك تهديدا تزج بجهودها على هذا المحور يتوقف الجيش وينقل جهوده إلى محور آخر وبذلك تعجز أمريكا على مواجهة هذا التقدم على كامل الجبهة.