وسبق أن اتفقت الأحزاب الكردية في كركوك على شمول المحافظة والمناطق "المستقطعة" باستفتاء انفصال إقليم كردستان.
تركيا عبرت عن موقفها بشأن استفتاء انفصال الإقليم على لسان رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، الذي قال في حينها، إن مساعي إقليم كردستان لإجراء استفتاء حول استقلاله عن العراق "غير مقبولة".
في هذا الموضوع، يقول النائب زانا سعيد:
هناك مواطنون كردستانيون يقطنون في كركوك وفي المناطق المتنازع عليها، سواء كانوا من الكورد أو المكونات الأخرى، والذين يربطهم مصير مشترك في المستقبل عند تشكيل دولة إقليم كردستان، فلهذا يحق لهؤلاء المواطنين أن يقولوا قولهم في تقرير مصير إقليم كردستان، وعلى هذا الأساس نحن كأحزاب كردستانية نرى أنه من الضروري مشاركة المواطنين الكرد وغيرهم من الآشوريين والتركمان والكلدان في أن يكون لهم رأي وقول في هذا الاستفتاء، وهذا الاستفتاء لا يعني إلحاق هذه المناطق بإقليم كردستان، لكن لكي يكون لهم قول في مصير كردستان. وسيكون هناك استفتاء آخر لضم المناطق هذه المتنازع عليها إلى الإقليم أو بقائها ضمن دولة العراق بموجب المادة 14 من الدستور العراقي.
إن عملية الاستفتاء ينقصها بعض الأمور القانونية، حيث أن هذا الاستفتاء يجب أن يمر من خلال المؤسسة التشريعية في كردستان.
هناك إصرار كبير لدى الحكومة الكردية والأطراف السياسية بإجراء الاستفتاء في الوقت المحدد له، وسوف تبذل جهودا جبارة في تذليل العقبات التي تعترض هذا الاستفتاء، سواء داخلية أو مخاوف دول الإقليم أو الاتفاق مع بغداد، كل ذلك سوف يحدث خلال الثلاثة أشهر القادمة.
يقول المحلل السياسي التركي فايق بولط:
مازالت تركيا تعترض على خطوة الاستفتاء مبدئيا، وخاصة قضية إلحاق محافظة كركوك بالاستفتاء. حجج تركيا ترتكز على نقطتين أساسيتين، النقطة الأولى أن تركيا لا تريد أي كيان كردي سياسي، سواء في إقليم كردستان العراق أو إيران أو سوريا، ونحن نعرف عندما منح الزعيم العراقي الراحل عبد الكريم قاسم حكما ذاتيا للأكراد كيف أن تركيا دخلت على هذا الخط معترضة، فتركيا تخشى من أن تؤثر هذه القضية على الحراك الكردي الموجود في تركيا. النقطة الثانية تركيا تنظر إلى كركوك بأنها ليست مدينة كردية، وإنما مدينة تركمانية، وكذا الحال التركمان ينظرون إلى هذه المدينة باعتبارها مدينة تركمانية، وعلى هذا الأساس على تركيا أن تقوم بحماية كركوك أولا والتركمان ثانيا.
فيما يخص المكون التركماني، صحيح أن تركيا دائما تقول إنها تحمي التركمان، لكن لا ننسى أن ما يقارب من 65 ٪ من هذا المكون هم من الطائفة الشيعية، وبالتالي هم يتحركون مع الحركات الشيعية ومع حكومة بغداد، وهذا يعني أن نسبة قليلة من هذا المكون تتعامل مع تركيا. ودليل ذلك عندما شن تنظيم "داعش" هجومه على التركمان، فإن تركيا لم تحرك ساكنا، وهذا يعطينا انطباعا أن تركيا غير صادقة في مزاعمها وسياساتها، حيث أن تلك السياسات دائما تتغير.
إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون