قال الكاتب والباحث الاستراتيجي باسل ترجمان، في تصريح لـ"سبوتنيك": "يشكل سقوط "تورا بورا" معقل تنظيم "القاعدة" بيد "داعش"، تحولا خطيرا، يضع في الأساس واقع ومستقبل تنظيم "القاعدة" وقياداته، أمام تحديات غير مسبوقة، سواءً باتجاه انهيار التنظيم وتفرق قياداته، مما سيجعلهم هدفا سهلا للمطاردة من قبل التحالف الدولي في مواجهة الاٍرهاب".
وتابع "أو سيجبر قادة التنظيم على مبايعة "داعش"، وانتهاء الوجود الهيكلي له، رغم الخلافات الجوهرية بين الجماعتين، أو الانتقال إلى مناطق أخرى ما زال للتنظيم تواجد قوي فيها، وخاصة اليمن والصومال، أو منطقة الساحل والصحراء وتحديدا شمال مالي".
وأضاف ترجمان: "انهيار القاعدة وهزيمتها في "تورا بورا" أمام عدوها العقائدي "داعش"، سيحكم على كل فروع الجماعه بمواجهة مصير مرتبك، في المناطق التي توجد فيها، سواء بالانضمام لداعش، مع ما يعنيه ذلك من مبايعة لأبي بكر البغدادي، والتخلي عن منهجية العمل التنظيمي المغلق التي تميز القاعدة عن داعش".
وعن كيف نجح "داعش" في التغلغل وسط مناطق الوجود الطبيعي للقاعدة وحلفائها في أفغانستان وباكستان، قال ترجمان: "يبقى التساؤل الأخطر، فهل تغير ولاء هؤلاء باتجاه "داعش"، أم أن تنظيم القاعدة فقد قدرته على الحفاظ على وضعه وتحالفاته، التي انهارت تاركة منطقة استراتيجية كبرى، ومذعنة لهزيمتها في أصعب المناطق الطبيعية في العالم، التي اتخذها التنظيم لحماية نفسه طوال أربعين سنة على وجوده".
الجدير بالذكر أن جبال "تورا بورا"، عبارة عن منطقة مكتظة بالكهوف التي اختبأ فيها مقاتلو القاعدة، بقيادة أسامة بن لادن، من قوات التحالف الأمريكي في 2001 بعد هروب طالبان من كابول.
وكان مسؤولون أفغان قد أعلنوا في وقت سابق أن المعارك بين "داعش" وحركة "طالبان" التي تسيطر على "تورا بورا" بدأت الثلاثاء.