واعتبرت الصحيفة أن المملكة السعودية شاركت هيئة الإذاعة البريطانية في إطلاق خدمة التلفزة باللغة العربية في المرة الأولى في منتصف حقبة التسعينيات من القرن الماضي والتي انطلقت في لندن لتقدم خدمتها للمشاهدين في العالم العربي.
إلا أن هذه الخدمة لم يكتب لها الاستمرار طويلاً حيث أن الرياض لم تقبل بالسقف المرتفع من الحرية في تناول الأخبار والموضوعات التي مارستها الخدمة في ذلك الوقت، بحسب الصحيفة، إلى أن اعترضت بشكل متكرر حتى وصل إلى قرار صريح من "أوربت" السعودية الخاصة، شريكة "بي بي سي" في تأسيس القناة وقتها، بوقف البث من القمر الصناعي حسب الاتفاق وهو الأمر الذي أدى إلى إغلاق الخدمة.
وتقول الصحيفة إنه في ذات الوقت كانت قطر تبذل جهداً كبيراً لإطلاق قناة "الجزيرة" وسط معاناة في نقص طاقم العاملين المحترفين والمدربين لكن قرار الرياض إغلاق الخدمة العربية لـ"بي بي سي" وفر الطاقم المطلوب في غمضة عين.
وبذلك حصلت الدوحة على نحو 150 فرداً من طاقم "بي بي سي" بمجرد قرار إغلاق الخدمة بينهم مذيعون بارزون وصحفيون وفنيون على أعلى مستوى الأمر الذي دفع نحو إطلاق قناة "الجزيرة" في أيلول/ سبتمبر عام 1996.
وقالت "الغارديان": نقل هذا الفريق معه إلى "الجزيرة" خبرة عريضة من الأخلاقيات المهنية التي تعرف بها "بي بي سي" منها التوازن والحيادية والمصداقية في تقديم المادة الإخبارية.
وخلصت الصحيفة البريطانية إلى أنها على يقين بأنه لو لم تقدم شركة "أوربت" على إغلاق خدمة "بي بي سي" الأولى لما تمكنت قطر من تأسيس الجزيرة وإطلاق مشروعها الضخم الذي جلب لها مزيداً من القوة والتأثير على الساحة الدولية.