وبهذا الصدد أفاد مصدر عسكري — دبلوماسي مطلع لوكالة "سبوتنيك" بأن مسلحو تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي، المحظور في روسيا والمدرج على قائمة مجلس الأمن الدولي للمنظمات الإرهابية، يقومون بالتحضير لعمل استفزازي باستخدام غاز السارين في مدينتي خان شيخون وكفريا، وأعمال التحضير تجري بأحد المخازن في المحافظة.
بطبيعة الحال وبالرغم من فشل جميع الذرائع التي عملت على إنتاجها الولايات المتحدة لإلصاق التهمة بالحكومة السورية والجيش السوري باستخدام الأسلحة المحظورة لابد من إثارة هذا الملف والحديث عنه بشكل دقيق جداً خاصة في مرحلة التحولات الميدانية والسياسية المتسارعة التي تعيشها سورية هذه الأيام.
كيف ستتعامل سورية وحلفاؤها مع هذا الملف في حال ثبتت التوقعات أو أصرت الولايات المتحدة والمجموعات الإرهابية التي تسيرها على استخدام السلاح الكيميائي حسب المعلومات الواردة؟
وفي حال أصرت الولايات المتحدة على الاستمرار في غيها وجنونها كيف يمكن أن يؤثر هذا الأمر على الحالة الميدانية بشكلها العام وإلى أي مدى يمكن أن تتطور الأوضاع بعد التحذيرات السورية والروسية من استخدام مفبرك لهذا السلاح؟
وكيف سينقلب على لقاءات أستانة في حال إذا ماوقع الحدث فعلا؟
حول هذه التطورات نستضيف في حلقة اليوم عضو مجلس الشعب السوري، قائد الكتيبة الأولى في لواء "البعث" إقتحام مهند علي الحاج علي.
يقول الحاج علي:
في بداية الحرب على سورية أرادت الولايات المتحدة في استراتيجيتها منذ عام 2003 عندما هاجمت العراق كان هدفها تقسيم هذه المنطقة وتفتيتها إلى أجزاء، ومن أجل السيطرة على موارد هذه المنطقة من موانىء وثروات باطنية ومعدنية وغيرها، والهدف الأهم بالنسبة للولايات المتحدة هو الحفاظ على أمن إسرائيل وخصوصا بعد نمو قوى أقليمية وقدرتها على ردع إسرائيل وفشل إسرائيل عام 2006 في حربها ضد "حزب الله" وإلى ماهنالك من هزائم تعرضت لها الولايات المتحدة وحلفائها وعلى رأسهم إسرائيل، وفي بداية الحرب على سورية عندما أرادت الولايات المتحدة استخدام حروب "البروكسوفور" أو الحروب بالوكالة وإلى ما هنالك من ما يسمى بثورات "الربيع العربي"، ولكن عندما طالبت سورية من روسيا التدخل في الحرب على الإرهاب بشكل مباشر بقواتها العسكرية في المنطقة قلبت الموازين حين تدخلت روسيا وإيران في الحرب السورية على الإرهاب.
وأضاف الحاج علي:
ليس لدى الولايات المتحدة أي مسوغ آخر غير السلاح الكيميائي نظراً للانتصارات المحققة وظهور الدور الروسي أحرج الولايات المتحدة وأظهر روسيا كقوة عظمى عائدة إلى الساحة الدولية، ونجاح مؤتمرات الأستانا برعاية روسيا وإيران، وفي الحرب استطاع الجيش العربي السوري بمساندة الحلفاء الروسي والإيراني الإنتصار على "داعش" وغيرها من الميلشيات المسلحة، وفي السياسة برعاية روسيا وإيران تم عقد بعض الاتفاقيات والمصالحات التي تخفف من وطأة الحرب، كل هذا جعل الولايات المتحدة تشعر بأنها خارج اللعبة وضاع كل ما فعلته منذ عام 2003، وهذا ما يدفع الولايات المتحدة إلى الجنون وقد يسوقها الى بعض الأفعال الحمقاء كما فعلت بضرب قوة هنا وهناك تابعة للجيش العربي السوري، وعندما ترسل حاملة الطائرات جورج بوش الى حيفا هذه كلها رسائل لسورية بأن هناك خطوط حمر لا يجوز تجاوزها، ولروسيا لتقول أنا هنا وهاهي تطالب بحصتها من الغاز السوري وحتى تريد إقامة قواعد عسكرية في الأراضي السورية، أرادت الولايات قطع الاتصال بين مثلث المقاومة بين سورية وإيران ولبنان للحفاظ على أمن أسرائيل.
وأردف الحاج علي قائلاً:
الملف الكيميائي هو بشكل عام ليس جديد على سورية فمنذ عام 2003 عندما جاء كولن باول إلى سورية وطرح أن الولايات المتحدة تريد استخدام السواحل السورية لضرب بعض دول الجوار وعندما رفض الرئيس بشار الأسد خرج كولن باول ليقول أن سورية تجري تجارب على بعض الأسلحة الكيميائية لتكن ذريعة للتدخل في سورية، وانتقلوا منذ تلك الفترة بهذا الملف على مراحل حتى اليوم. بعد بدء الأزمة في سورية كانت هناك ممعلومات مؤكدة تقول إن سورية ستسقط خلال 6 أشهر، وكانت هناك حجة أن سورية تملك ترسانة كبيرة من السلاح الكيميائي، وبدأت عمليات التحضير للتدخل في سورية واحتلال بعض المواقع بحجة الكيميائي وفشلت هذه المرحلة كما قبلها، فانتقلوا إلى المرحلة الثالثة من خلال استخدام السلاح الكيميائي على يد المجموعات الارهابية المسلحة ضد المدنيين لاتهام سورية، ولكن بمساعدة الأصدقاء الروس وبفضل أجهزتهم المتطورة الحديثة أثبتنا للعالم كله أن سورية سلمت كل ترسانتها الكيميائية بتاريخ 24.06.2014، وطالبت سورية بما يخص الاتهامات الأخيرة باستخدام الكيميائي في سورية بلجنة تحقيق للتحقق من هذا الأمر لكن لم يأت أي رد من قبل الولايات المتحدة ولم تأت أي لجنة للتحقيق في هذا الموضوع ما يعني أن استخدام الكيميائي أكذوبة كبيرة، ومن هنا سورية تحولت إلى تقوية قدراتها العسكرية الرادعة للتعامل مع أي اعتداء يمكن أن يحدث ضدها.
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق.
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم