وحول تأجيل تعويم العملة، قال الكاتب والمحلل المغربي، لحسن العسبي في تصريح لـ"سبوتنيك": "وقع التأجيل لأنه لم يكن هناك توضيح للرأي العام بما فيه الكفاية، وبالخصوص لـ"رأس المال الوطني المغربي، والخطأ — إن جاز التعبير- الذي وقع، والذي قد يصل لمرحلة الخطر، هو أن جزء من أصحاب رؤوس الأموال المغربية، بدأوا يسحبون أموالهم بالعملة الصعبة". وتابع: "هذا أضر بالاحتياطي للعملة داخل المغرب بنسبة كبيرة — حوالي 20% أو أقل حسب الأرقام التي تم إعلانها — ولكنه مؤشر على الخطر".
وأوضح العسبي أن "رأس المال جبان، ويستغل الفرص كذلك"، فكان سيسعى لامتلاك العملة الصعبة، من أجل التعامل بها بشكل مباشر، بتحويلها بالثمن القديم، وأدى ذلك إلى توقيف بنك المغرب لمشروع التعويم.
وعن دور بنك المغرب في حلحلة الأمر، قال العسبي: "البنك نبه إلى هذا الأمر، وطرح فكرة أن "التعويم لا يعني تحرير سعر الصرف". وذكر أن التقنيين الماليين يقولون إن قرار الرباط تدريجي، وليس فتحاً للسوق المالية المغربية أمام السوق المالية الدولية، وتوسيع "هامش تحرك النسبة بحيث لا تزيد عن 0.25".
وقال العسبي إن "الخطأ أنه لم يتم شرح الموضوع لا للرأي العام المالي، ولا لباقي المواطنين"، فالتحرير هو تخفيض العملة، و"التعويم يتم التحكم فيه بنسب".
وحول نسبة التعويم قال: "هناك قرار سياسي في المغرب منذ حكومة التناوب عام 1999، حول مسألة التخلي عن العملة"، فهذا قرار سيادي صارم، بعدم السماح بتخفيض قيمة الدرهم المغربي، وهو ساري منذ سنوات وسيظل مستمراً، لأن الاحتياطي المالي المغربي يغطي أي مخاطر محتملة.
وأضاف أن "أفضل قرار اتخذه المغرب بعد الاستقلال هو إخراج العملة المغربية من المنظومة الفرنسية"، على عكس ما وقع في كل الدول الأفريقية التي كانت تحت الاحتلال الفرنسي".