قبل البدء في حلقة اليوم، لابد لنا أن نتوجه باسم برنامج "ما وراء الحدث" وباسم الزملاء في هيئة التحرير بأحر التهاني والتبريكات للزملاء في إذاعة "شام إف إم" وعلى رأسهم المدير العام للإذاعة الأستاذ سامر يوسف، بمناسبة اليوبيل العاشر لإنطلاقة الإذاعة مع أطيب الأماني بالنجاح والتوفيق والتألق الدائم.
ومن هنا فإننا لا نستطيع أن نحيط بكل هذه الإشكالات في حلقة قصيرة لذا لابد من الحديث عن المتحولات الجوهرية بهذه القمة، وحول الآمال المعلقة على اللقاءات المحتملة على هامشها بين القادة المشاركين وتحديداً بين الرئيسين بوتين وترامب، ومالذي يمكن أن يتمخض عن هذه اللقاءات تجاه والقضايا والملفات الساخنة العالقة في منطقة الشرق الأوسط، وتحديدا حول الملف الاسخن والأكثر تعقيدا ألا وهو كما قلنا آنفاً الملف السوري خاصة بعد التصريحات الحادة المتبادلة بين قيادتي ومسؤولي البلدين فيما يخص التعامل مع القضية السورية في ظل التطورات الحالية.
الأسئلة كثيرة ومعقدة لكن سنحاول الإجابة على أهمها وأكثرها جدلاً في حلقة اليوم التي قد تسبق أو تأتي بعد اللقاء المزعوم بين الرئيسين بوتين وترامب من خلال حديثنا مع عضو المركز الدولي للدراسات الأمنية والجيوسياسية سومر صالح ومع المستشرق الروسي والصحفي في جريدة "إيزفيستيا" الروسية أندريه أونتيكوف، وأهم هذه الأسئلة على وجه العموم:
كيف تبدو الأجواء الدولية والإقليمية قبيل لقاء الرجلين؟
ما هو موقع الأزمة السورية في لقاء الرئيسين؟
ما هي السيناريوهات المتوقعة بعد لقاء الرجلين بشأن أستانا وجنيف؟
هل اللقاء سيحدد شكلا جديدا للنظام الدولي؟
هل روسيا مستعدة لتقاسم أسواق أوروبا مع الولايات المتحدة كمدخل للروسي للتسوية مع الولايات المتحدة؟
يقول عضو المركز الدولي للدراسات الأمنية والجيوسياسية سومر صالح بهذا الشأن مايلي:
التطور الأول: هو رسائل الصواريخ البالستية الإيرانية في دير الزور التي دكت معاقل داعش في رسائل سياسية وعسكرية تتجاوز في طبيعتها وتوقيتها الأهداف المعلنة لهذه الصواريخ وخصوصا أنه سبقها بأيام قليلة قصف فصيل أميركي معتد على أراضي الدولة السورية من طائرة بدون طيران.
التطور الثاني: رد فعل موسكو على التهديد الأميركي بقصف قواعد سورية بما يوحي بإمكانية تطور الصراع وتعليق برتوكول أمن التحليقات مع واشنطن.
التطور الثالث: فتح طريق بيروت طهران مروراً بدمشق بغداد وكسر ما سمي الخطوط الحمر الأميركية.
وأردف الخبير صالح قائلاً:
الأمر الذي يضع الازمة السورية أمام إحتمالين:
الإحتمال الأول: أن تكون الأزمة السورية مفتاح التعاون بين البلدين لحلحلة الملفات الأزموية التي سبق ذكرها.
الإحتمال الثاني: أن تكون الازمة السورية مفتاح الضغط لكل من الطرفين على الآخر لحصول تنازلات في باقي الملفات الأزموية.
وفي حال رجح الإحتمال الأول يعني حكما أن وثائق أستانا الـ (7) قد تبصر النور قريبا ويتم الإتفاق على المنطقة الرابعة من مناطق تخفيف التصعيد.
أما إن رجح الاحتمال الثاني بمعنى تحول الأزمة السورية إلى مفتاح الضغط لكل من الطرفين على الآخر الثاني فسيكون الإقليم على موعد مع حماقة تركية تقتنص حالة الإستقطاب الأميركي الروسي في سورية وتدفع برأس النظام التركي إلى خلط الأوراق شمالا، ناهيك عن فشل مسبق لجولة جينيف (7), وقد تتدحرج الأمور سريعا في المنطقة الجنوبية السورية متزامنة مع تهديد إسرائيلي معاد أيضا ضد لبنان الشقيق بما يفتح أكثر من سيناريو محتمل في آن واحد.
وأضاف الخبير صالح: نحن بانتظار منعكسات النتائج التي يمكن أن تنتج عن لقاء الرئيسين فكل تفصيل مرتبط باللقاء سيكون مفصليا في تحديد النسق الدولي القادم، ويبقى السؤال الأهم هل ستقبل الهياكل العميقة(الاستبلشمنت) في الولايات المتحدة الأميركية بأي تقارب بين ترامب وبوتين؟ أم أن ريكس تيلرسون وزير الخارجية الأميركي هو من سيقود التفاوض.
أما المستشرق الروسي والصحفي في جريدة "إيزفيستيا" الروسية أندريه أونتيكوف فيقول:
وأردف أونتكيوف قائلاً:
هذه الظروف تجبر الأطراف على الإتفاقات الإيجابية وهنا أستذكر ما أشار اليه المسؤولون الروسي بأن هناك خلافات داخلية في الولايات المتحدة، والرئيس ترامب ذكي ويريد أن ويصر فعلا على تطبيع العلاقات مع روسيا ولكن هناك الكونغرس الأمريكي وسياسيون أمريكيون يعتقدون أن الخلافات مع روسيا هي مستقبل العلاقات مع الولايات المتحدة وهذه المواقف غير صحيحة.
وأضاف أونتيكوف:
في الحقيقة في حال حصل تقارب بين الرئيسين وفي حال تمكن الرئيس ترامب من تجاوز المعارضة في الداخل الأمريكي فإننا سنرى حلول لكثير من المشاكل والأزمات التي تراها في العالم وخاصة في العالم العربي وقبل كل شيء الأزمة السورية لأن هذه الأزمة تستمر منذ أكثر من ست سنوات ، والآن أعتقد أنه حان الوقت لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية ، وهناك أزمات كثيرة مثل مسألة كورية الشمالية ، وبخصوص إيران خاصة بعد التصريحات الأمريكية المقلقة تجاه إيران ، وأنا في الحقيقة متفائل وأعتقد أن هذا اللقاء سيكون له نتائج إيجابية وسينعكس على حل الكثير من المشاكل في سورية وفي ليبيا وفي اليمن وفي كوريا الشمالية وفي دول أخرى.
التفاصيل في الحوار الصوتي المرفق.
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم