اتفقت أمس كل من الولايات المتحدة وروسيا والأردن على مساندة وقف لإطلاق النار في جنوب غرب سوريا، بحيث تبدأ الهدنة، الأحد التاسع من الشهر الجاري، وفق ما أعلنه مسؤولون من الدول الثلاث، الأمر الذي علق عليه اللواء موفق جمعة الخبير العسكري بأن اتفاق وقف إطلاق النار في منطقة الجنوب الغربي السوري، الذي تم بين الرئيسين بوتين وترامب، كان نتيجة لكل انتصارات الجيش العربي السوري وحلفائه في جبهة الجنوب والجنوب الغربي وباقي الجغرافية السورية، مضيفاً "هذا الاتفاق سيكون له نتائج إيجابية على دحر هؤلاء الإرهابيين وإخلاء المنطقة المحاذية لمنطقة درعا والسويداء، والمناطق المحتلة من قبل إسرائيل".
وأضاف جمعة في حديثه مع برنامج "بين السطور"، على أثير راديو سبوتنيك، أن "الهدف الاسمي للتواجد الأمريكي في منطقة الجنوبه هو حماية إسرائيل وتأمين حزام أمني لها، وهذا غير مقبول لدى المواطن السوري والجيش العربي السوري، لأن تواجد أي جندي أجنبي دون موافقة الحكومة السورية أمر مرفوض وبمثابة احتلال، هناك جماعات إرهابية متواجدة في منطقة الحدود مع الأردن تديرها غرفة عمليات في عمان تتشكل من الدول التي تآمرت مع امريكا على سوريا، امريكا تسعى لتأمين شريط حدودي لإسرائيل من فلسطين المحتلة مروراً بالأردن والجنوب السوري وصولاً لمنطقة البادية والعراق".
وحول اقتراب عصابات أهل الحق من منطقة البوكمال، أوضح اللواء موفق جمعة أن انتصارات الجيش العراقي في منطقة الموصل، أدت لفرار الإرهابيين إلى منطقة الشرق السوري، مشيراُ إلى انتصارات الجيش العربي السوري في اتجاه منطقة دير الزور، مكن الجيش من قطع الشريط الحدودي في دير الزور الواصل من المنطقة الشرقية إلى الجنوب.
ومن جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي بديع صقور في حديثه مع برنامج "بين السطور"، إن الحكومة السورية تشجع وقف إطلاق النار لإنهاء تلك العمليات الإرهابية على الشعب السوري والجيش العربي السوري، موكداً على دعم الجماعات الإرهابية المتواجدة في الشريط الحدودي بين سوريا والأردن من قبل اسرائيل وامريكا، بمساعدة بعض القوات الغربية، لذلك يرى أن اتمام هذا الاتفاق بشكل حقيقي سيؤدي في الخاتمة لإتمام بعض المصالحات، وهذا يتوقف بالطبع على جدية الدول الداعمة للإرهاب.
وأردف "روسيا تقف جدياً مع سوريا وتتمنى إنهاء الحرب لكن المماطلات الامريكية والغربية وأيضاً العربية واستمرار دعمهم لهذه الجماعات الإرهابية —إذا نجح هذا الاتفاق- سيؤدي للتخلي عن السلاح والعودة إلى حضن الوطن للجماعات التي تدار من قبل الغرب".
وحول جنسية القوات المراقبة لهذا الاتفاق، اتهم الأردن بأنها متورطة في العدوان على سوريا، مطالباً بأن تكون القوات المراقبة حيادية ولا تقف بجانب هذه الجماعات الإرهابية، مستطرداً "الرهان على امريكا كالرهان على الريح، ولذلك تحاول اسرائيل وامريكا رغم إعلان وقف إطلاق النار إبعاد المراقبين الروس عن هذه المنطقة، بينما الواقع يتطلب أن تكون القوات الروسية سيادية في مراقبة هذا الاتفاق، ورغم ذلك تحاول روسيا ايجاد حل سياسي يوفر الامان والاستقرار للشعب السوري بكل انحاء البلاد، وليس فقط المنطقة
إعداد وتقديم: هند الضاوي