إلا أن هاتين الدعوتين اعتبرتا من قبل أطراف لبنانية أخرى بمثابة دعوات للتحريض ضد المؤسسة العسكرية اللبنانية، ما دفع بأهالي شهداء الجيش اللبناني الى رفع كتاب علم وخبر لمحافظ بيروت زياد شبيب، لافتين إلى أنهم سينفذون تظاهرة دعما للجيش اللبناني في ساحة سمير قصير وفي الموعد نفسه للتظاهرة التي دعت إليها صفحة "اتحاد الشعب السوري في لبنان".
وبهدف احتواء الأزمة المستجدة على الساحة اللبنانية، قررت وزارة الداخلية اللبنانية عدم إعطاء أي تراخيص للتظاهرة خلال الفترة الحالية.
لكن هذه الدعوات للتظاهر والتظاهر المضاد، وتّرت الأجواء على الساحتين السياسية والشعبية في لبنان، إذ سرعان ما غرّد رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب على حسابه على تويتر، داعيا اللبنانيين للتظاهر الثلاثاء دعما للجيش في مواجهة الإرهاب، كما دعا وزارة
الداخلية إلى منع تظاهرة المعارضين السوريين لأن كثيرا من اللبنانيين سيشاركون في التظاهرة المقابلة والمشكلة ستقع، كما قال.
في المقابل، حظي الجيش اللبناني بأوسع حملة تضامن ودعم له على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل ناشطين خلال اليومين الماضيين، فقد عمدت شريحة واسعة من اللبنانيين ممن تمتلك حسابا على موقع "فايسبوك" بوسم صورها برمز الجيش اللبناني لإبراز دعمها للمؤسسة العسكرية.
وتقول زينب لـ"سبوتنيك"، وهي أم لطفلين، "إنها قررت وسم صورتها بعلم ورمز الجيش اللبناني كأقل واجب تقدمه للمؤسسة الأمنية التي تسهر على حماية أطفالها وسائر اللبنانيين من خطر الإرهابيين"، مؤكدة على أنها كانت ستشارك مع عائلتها في التظاهرة الداعمة للجيش فيما لو بقيت قائمة على موعدها.
أما محمد، وهو قريب لأحد العسكريين الذين سقطوا في أحداث عرسال خلال العام 2014، فيؤكد لوكالتنا "على أنه ممنوع المساس أوالتشكيك بالخطوات التي يقوم بها الجيش لحماية الحدود اللبنانية مع سوريا من خطر الإرهابيين"، مستغربا في الوقت ذاته "وجود فئة
من اللبنانيين تحرّض ضد المؤسسة العسكرية اللبنانية التي قامت بجهود جبارة خلال الأيام القليلة الماضية لناحية الكشف عن مخطط إرهابي ضخم كان يعد لاستهداف العديد من المناطق اللبنانية".
كما دعا محمد الحكومة اللبنانية لحل أزمة النازحين السوريين في لبنان، لأن "البلد لم يعد يحمل أعباء اقتصادية وأمنية واجتماعية نتيجة هذا النزوح"، كما قال.
في المقابل، برزت حملة تضامن مع اللاجئين السوريين من قبل ناشطين لبنانيين، لكن من دون التعرض للمؤسسة العسكرية اللبنانية.
إذ يقول علي لـ"سبوتنيك"، وهو ناشط اجتماعي من إحدى القرى البقاعية المجاورة للحدود السورية، "إن النازحين السوريين في لبنان يتعرضون منذ حوالي العام لأبشع أنواع الحملات العنصرية، لقد خصصت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي للتحريض على
النازحين السوريين وطردهم من لبنان"، مشددا على أنه "قلبا وقالبا مع الجيش اللبناني الذي ينتمي إليه عدد كبير من أقربائي، لكن يوجد في لبنان اليوم حملة مزايدات فاشلة من قبل البعض على حب الجيش والوطن، أنا كمواطن لبنان لا يمكن أن أكون ضد جيش بلادي،
ولكن في نفس الوقت وانطلاقا من إنسانيتي لا أستطيع إلا أن أقف الى جانب النازحين السوريين في وجه ما يتعرضون له من حملات عنصرية من قبل فئة من أبناء جلدتي".
تجدر الإشارة إلى أن رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، كان قد غرّد اليوم على موقع تويتر، قائلا "لا للتظاهرات حول موضوع النازحين، لا لتجربة العام 1975 و67 التي أساءت للبلاد وقسمتها، نعم للتمييز بين الإرهاب واللاجئ السوري".
وأضاف "اتركوا الجيش اللبناني يقوم بواجباته بعيدا عن التحريض من هنا وهناك".