وقالت "هآرتس": بعد سنوات من الحديث عبر وسطاء، اجتمع نتنياهو وبن زايد بداخل فندق إقامة رئيس الوزراء الإسرائيلي في مدينة نيويورك، في يوم 28 سبتمبر/أيلول 2012.
وقال وزير الخارجية الإماراتي في ذلك الاجتماع السري لنتنياهو إنه لن يكون هناك دفء في العلاقات مع إسرائيل، إلا بإحراز تقدم مع الفلسطينيين، بحسب ما نقلته الصحيفة الإسرائيلية عن دبلوماسيين غربيين كبار، رفضوا الكشف عن هويتهم لحساسية تلك المسألة.
Exclusive: Netanyahu Secretly Met With UAE Foreign Ministerhttps://t.co/ySovRxgOvT
— Haaretz.com (@haaretzcom) July 21, 2017
وجاء الاجتماع خلال مشاركة نتنياهو وبن زايد في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبعد يوم واحد من إلقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي لخطابه في الجمعية الشهير باسم خطاب "الخط الأحمر"، الذي طالب فيه بوقف إنتاج إيران للأسلحة النووية.
وأشارت الصحيفة إلى أن العلاقات بين إسرائيل والإمارات تأثرت كثيرا، منذ اغتيال، محمود المبحوح، أحد كبار قادة الجناح العسكري لحماس في دبي، يناير/كانون الثاني 2010، والذي نسبته شرطة دبي إلى الموساد الإسرائيلي.
وأشارت المصادر إلى أن بن زايد وافق على الاجتماع، بعد فترة طويلة بعث فيها نتنياهو برسائل إلى كبار قادة الإمارات عبر وسطاء.
وقال الدبلوماسيون الغربيون إن السفير الإماراتي لدى واشنطن، يوسف العتيبة، كان يرافق بن زايد في الاجتماع، ودخلوا إلى الفندق بشكل سري جدا، من خلال موقف للسيارات تحت الأرض، ووصلوا إلى جناح نتنياهو في مصعد الخدمة، وليس من المصعد الرسمي للفندق.
وكان يرافق رئيس الوزراء الإسرائيلي في الاجتماع، مستشاره لشؤون الأمن القومي، ياكوف أميدرور، والسكرتير العسكري لرئيس الوزراء، الجنرال يوهانان لوكر.
ووصف الدبلوماسيون الاجتماع بأنه "كان ودودا وتعامل الطرفان في معظمه مع القضية النووية الإيرانية، وتطرقوا إلى الأزمة الفلسطينية، وأعرب خلالها بن زايد عن تقديره لخطاب نتنياهو أمام الجمعية العامة، ووافق الجانبان على عدد كبير جدا من القضايا المتعلقة بقضية النووي الإيراني".
ولكن في الوقت نفسه، حث بن زايد نتنياهو بضرورة إحراز تقدم فيما يتعلق بالأزمة الفلسطينية، وأوضح أن الإمارات تؤيد خطة السلام العربية.
وأضاف، قائلا "الإمارات مهتمة بتحسين العلاقات مع إسرائيل، ولكنها لا تستطيع أن تفعل ذلك، ولا سيما علنا طالما ظلت عملية السلام مع الفلسطينيين مجمدة".
وأشار الدبلوماسيون إلى أن الاجتماع الذي عقد في نيويورك هو الاجتماع الوحيد، الذي جمع نتنياهو ومسؤول حكومي رفيع المستوى في الإمارات.
واستطرد الدبلوماسيون، قائلين إن نتنياهو سعى خلال السنوات الخمس الماضية، لعقد لقاء مع ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بمساعدة من رئيس الوزراء البريطاني السابق، توني بلير، الذي تجمعه علاقات وثيقة مع بن زايد، ولكن لم تفلح تلك المحاولات.