أعلن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، تجميد كافة مستويات الاتصال بين السلطة وإسرائيل على وقع أحداث المسجد الأقصى وما نتج عنها من قمع إسرائيلي أدى إلى شهداء وجرحى في صفوف الفلسطينيين.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن الرئيس الفلسطيني قوله: "أعلن باسم القيادة الفلسطينية تجميد الاتصالات مع دولة الاحتلال على المستويات كافة".
وأكد الرئيس الفلسطيني، أن مدينة القدس الشرقية هي العاصمة الأبدية للشعب الفلسطيني ودولته، مضيفا أن السيادة عليها وعلى مقدساتها يجب أن تكون للفلسطينيين.
وأضاف عباس أن الفلسطينيين سيبقون يحمون القدس ومقدساتها والعمل على تحريرها من الاحتلال، مطالبا في الوقت نفسه، الأمم المتحدة بحماية دولية للشعب الفلسطيني ومؤسساته حتى إنهاء الاحتلال.
وقال عباس إن السلطة الفلسطينية مستمرة في تقديم كل ما هو ممكن لتعزيز صمود الفلسطينيين في القدس، مؤكدا تخصيص مبلغ 25 مليون دولار جديدة لذلك.
ووجه عباس نداء للفصائل "وخاصة حماس لتوحيد الصف"، مطالبا الجميع "بإيقاف المناكفات الإعلامية وتوحيد البوصلة نحو الأقصى".
ودعا عباس لعقد جلسة للمجلس المركزي الفلسطيني لوضع التصورات اللازمة والخطط "لحماية المشروع الفلسطيني الوطني وحماية حقه في تقرير المصير والدولة".
في الوقت ذاته، بلغت حصيلة الاشتباكات العنيفة التي شهدتها القدس بعد صلاة الجمعة، ثلاثة شهداء وعشرات الجرحى، إضافة إلى عشرات الجرحى في مدن فلسطينية أخرى، حيث خرجت مسيرات نصرة للأقصى.
وكانت الاشتباكات في القدس قد بدأت قبل صلاة الجمعة، لدى توافد المصلين إلى المسجد الأقصى وشوارع البلدة القديمة التي أغلقتها السلطات الإسرائيلية أمام السيارات والرجال ما دون سن الخمسين. وتجددت المواجهات بعد انتهاء الصلاة. وأعلنت الشرطة الإسرائيلية عن اعتقال عدد من الفلسطينيين.
كيف يبدو المشهد الميداني في منطقة القدس على ضوء المواجهات التي اندلعت مؤخرا مع القوات الاسرائيلية وراح ضحيتها 3 شهداء وجرح اكثر من 70 ، ولماذا تصر اسرائيل على ابقاء المسجد الاقصى تحت سيطرتها وابقاء البوابات الالكترونية في أماكنها وعدم إزالتها؟
يقول أستاذ القضية الفلسطينية في جامعة القدس المفتوحة الدكتور أسعد العويوي في حديث لإذاعتنا بهذا الصدد ، إصرار الاحتلال الإسرائيلي هدفه واستراتيجيته ، هو وضع اليد على المسجد الأقصى ومحيط المسجد الأقصى، وبالتالي مقدمة لتقسيم هذا المسجد زمانيا ومكانيا كما حصل في الحرم الإبراهيمي الشريف. وهذا بحد ذاته، يشعر كل إنسان فلسطيني وبالتحديد الإنسان المقدسي الذي يتعرض للقهر الاجتماعي والاقتصادي والطبقي والسياسي من هذا الاحتلال البغيض، أخذ قراره العفوي الاستراتيجي الصحيح ، وهو عدم التعامل مع هذا الواقع الجديد الذي تحاول أن تفرضه بقوة السلاح سلطة الاحتلال، وأنا أعتقد أنه بصمود الشعب الفلسطيني في بيت المقدس وفي كل فلسطين التاريخية سوف يحبط هذا المخطط الإسرائيلي، وسوف يرغم الاحتلال الإسرائيلي على إزالة هذه البوابات، لأن الواقع الذي نعيشه هو بمثابة كرة الثلج المتدحرجة ولا يستطيع أحد أن يسيطر على الوضع ، لا الاحتلال الإسرائيلي ولا السلطة الفلسطينية ولا قوات الناتو حتى لو جاءت إلى هنا ، لأن موضوع الأقصى هو موضوع محفز وموحد لكل أبناء الشعب الفلسطيني ، وله بعد عربي وإسلامي ولكل قوى التحرر في العالم الذين يدعمون قوى الخير والتحرر والانعتاق من كل أشكال العبودية على أي بقعة في العالم.
إعداد وتقديم: عماد الطفيلي