وأضاف محدثنا أن "الاحتمال الثاني هو أن تبقى فارضة سيطرتها وتفتح جبهات قتال مع الجيش السوري بريف حماة وحلب لكي تعيد الحاضنة الشعبية التي خسرتها، وهناك العديد من القرى التي خرجت ضدها بمظاهرات، كما يوجد مدن منعوهم من دخولها كسراقب والأتارب".
وأشار إلى أن تسليم الهيئة لمعبر باب الهوى إلى إدارة مدنية كان تجنبا لإغلاقه، إن سيطرت عليه بشكل مباشر، وقال "معبر باب الهوى بحسب الاتفاق ستستلمه إدارة مدنية غير تابعة لأي جهة، هذه الإدارة المدنية لكي لا يكون المعبر تحت سيطرة من يوصمون بالإرهاب، وبالتالي يتم إغلاقه، وهذا ما اضطرهم إلى تسليمه لإدارة مدنية".
من جهته يرى الخبير بشؤون الجماعات السورية المسلحة، محمود الأفندي، أن انتصار الهيئة في معركتها ضد أحرار الشام كان بسبب رغبة أميركية بصبغ المنطقة بصبغة رايات القاعدة، تمهيدا لفتح معركة في إدلب السورية على غرار معركة الموصل في العراق.
وقال الأفندي في حديث لـ"سبوتنيك": عندما اتجهت بعض الفصائل لمساعدة "أحرار الشام" بدون قرار من واشنطن، قام الطيران الأميركي بدرئهم عن مساعدة "أحرار الشام"، وهذا كله يعني أن الأميركيين كانوا ضد فكرة انتصار "أحرار الشام" في هذه المعركة، مما أدى
إلى تراجع "أحرار الشام" بشكل نهائي عن إدلب التي أصبحت تحت السيطرة الكاملة لهيئة "تحرير الشام".
وأردف الأفندي "هذا يعني أن الأميركيين قرروا أن يصبغوا هذه المنطقة بالصبغة السوداء لتحويلها إلى موصل ثانية، وهي نفس التجربة التي قاموا بها في الموصل ووجدوا أنها ناجحة، فقرروا نفس القرار، وهذا يعني نهاية عدد كبير من المدنيين، والوضع هنا أخطر من
الموصل لأنه يوجد عدد كبير من الفصائل الصغيرة في هذه المنطقة، وذلك سيؤدي لاشتعالها أكثر من الموصل التي كانت تحت سيطرة تنظيم واحد".
يذكر أن مدينة إدلب السورية شهدت في الأيام الماضية اشتباكات بين هيئة "تحرير الشام" وحركة "أحرار الشام"، أكبر تجمعين مسلحين في المنطقة، أدت إلى اتفاق يفضي بخروج حركة "أحرار الشام" من المنطقة
باتجاه سهل الغاب، وكذلك تسليمها معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا الذي كانت تسيطر عليه إلى ادارة مدنية.