في حين غادر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قطر، بعد جولة في الخليج محاولا التوسط في الأزمة، لكنه فشل في إحداث أي تغيير أو تقارب في وجهات النظر، رغم علاقاته الطيبة بالسعودية، وصداقته القوية بقطر. وربما كان الرفض بسبب موقف تركيا الداعم لقطر عسكريا وزيادة عدد الجنود الأتراك في قاعدتها بقطر.
يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة قطر، على الهيل، إن "دولة قطر لم تصعد الأزمة منذ انفجارها في 5 من حزيران/ يونيو الماضي، ومن قبلها منذ الحرب الإلكترونية على قطر في 23 أيار/ مايو الماضي"، مشيرا إلى أن قطر لم تطلب من رعايا الدول المقاطعة مغادرة البلاد، ولم توقف اتفاقية الغاز المبرمة مع الإمارات العربية المتحدة.
وأشار الهيل لبرنامج "ملفات ساخنة" على أثير إذاعة "سبوتنيك"، إلى أن كل المعطيات والمتغيرات الدولية صبت في صالح قطر، من نشر صحيفة "واشنطن بوست" وتقرير الخارجية الأمريكية السنوي لعام 2016، وما قالته قناة "إن بي سي" الأمريكية، بتورط إمارة أبوظبي في الاختراق الإلكتروني ضد قطر، وما قاله المندوب السعودي في الأمم المتحدة الذي قال "لم نعد نعنى لا بإغلاق قناة "الجزيرة" وإغلاق القاعدة التركية وتخفيض التمثيل الدبلوماسي مع إيران"، ما يعني أن دول المقاطعة أصبحت في مأزق".
وقال إن دول الحصار فشلت في قلب نظام الحكم في قطر، بعد كل المحاولات التي حصلت، فهي لم تكن تتوقع الصمود القطري ولم تكن تملك خطة بديلة للأزمة مع قطر، وما أعلنته مؤخرا من إضافة 3 أسماء لقائمة الإرهاب ما هو إلا ذر للرماد في العيون.
وأوضح أن قطر دعت دول المقاطعة للانضمام لمذكرة وقف تمويل الإرهاب، ولكنها رفضت ذلك، وهذا كان لإثبات أن قطر لا تدعم الإرهاب، وطالبت قطر إثبات الادعاءات العربية وتقديمها للأمم المتحدة، مطالبا بضرورة توصيف وتعريف الكيانات الإرهابية.
ونوه أن قطر لم تدعم جماعة "الإخوان" أيدولوجيا، بل احتضنتهم قطر بعد طردهم من بلادهم، وفتحت الدوحة أبوابها، لأن أوطانهم الأصلية شردتهم ولم يجدوا مأوى غير قطر، ولم يكن إلا من منطلق إنساني.
فيما وصف أستاذ الإعلام في جامعة جدة، خالد باطرفي، المصداقية القطرية بأنها "محفوفة بالمخاطر"، وذلك بعد إعلان وزير الدفاع القطري أن بلاده تجهز للبدء بتدريبات أمريكية تركية قطرية مشتركة، مشيرا إلى أن قطر ليست في خطر من تدخل عسكري، وتكفي القاعدة الأمريكية للدفاع عنها.
وقال، إن قطر تبالغ بتحركاتها نحو الهند وباكستان وألمانيا وتركيا وفرنسا وتعاونها مع الحرس الثوري، ما يمثل فوبيا ليس لها مبرر على الإطلاق، إلا إذا كان لمجرد الاستعراض الإعلامي أو رسالة لدول الجوار.
وأشار إلى أن المسألة العسكرية ليست مطروحة تماما، لأن الخلاف سياسي وأمني فقط، يتعلق بمكافحة الإرهاب، والولايات المتحدة لها قاعدة ضخمة في المنطقة، وهذا لا يقلق أحد، لكن الشيء السلبي هو التواجد التركي لأنه لا مبرر له لأن المنطقة كلها تحت المظلة الغربية، وقطر وسعت الدائرة بدون داعي، لمجر إرسال رسائل سلبية لدول الجوار.