سبوتنيك: لماذا تراجعت إسرائيل عن إجراءاتها في القدس؟
شعث: كان هناك خلاف داخل إسرائيل حول موضوع البوابات الإلكترونية وغيرها من الإجراءات التي اتٌخذت للعدوان والسيطرة على الحرم الشريف وعلى المسجد الأقصى، والأجهزة الأمنية والاستخبارات الإسرائيلية أي الأمن الإسرائيلي كان ضد كل هذا الذي تم، الذي كان يريده ولا يزال يريده هو نتنياهو رئيس الحكومة الاستعمارية اليمينية، لأنه يريد نتيجة سياسية، هو لا يفعلها لأن البوابات الإلكترونية ستحمى أمن إسرائيل، وعادة حقيقة المواقف الشعبية من نوع النضال غير العنيف غير المسلح، وأي ذريعة يستخدمونها ليس لها علاقة بالحرم الشريف، وذلك الخلاف داخل الساحة الإسرائيلية في الفترة الأخيرة بات واضحًا أن ما قام به نتنياهو قد يخلق مشكلة دولية، ذهب إلى مجلس الأمن وتحرك عربي إلى غير ذلك.
ولذلك استبدال الأبواب الإلكترونية والأسوار الإلكترونية بكاميرات وبـX-Ray وبأشعة سينية وبأدوات تقنية جديدة لا تخلق حلًا، فالمسألة شكلية، يبدو فيها أن إسرائيل قامت ببعض التنازلات، لكن في الواقع السيطرة على المسجد الأقصى وعلى المسجد المرواني وعلى قبة الصخرة غير مسبوقة، طُرد حراس الحرم العرب واستبدلوا بالجيش الإسرائيلي، سواء الكاميرات ولا المعدات الالكترونية ولا الأسوار الحديدية ولا اقتلاع بلاط باب الأسباط والمنطقة المحيطة بباب الأسباط، كلها إجراءات على بعضها يجب أن تنتهي قبل أن يقف نضالنا وحملتنا في مواجهة العدوان الإسرائيلي، وكلها لها أسباب سياسية، وحتى التراجع محسوب سياسيًا وليس محسوب أمنيا.
شعث: أولًا السؤال محق، المشكلة وما قام به نتنياهو له هدفين، أنا تحدثت عن الهدف الذي يخصنا وهو الهدف المتعلق بخلق حقائق سياسية على الأرض، لكن بدون شك تطرفه له هدف داخلي عنده مع أقصى اليمين في وزارته اليمينية، وبدون شك يتعرض لهجوم حول الفساد الذي قام في السنوات الطويلة التي حكم فيها إسرائيل، ولا شك أنه حتى يحافظ على وحدة التآلف اليمني تبعه محتاج أحيانًا إلى تصرفات حمقاء وعدوانية إلى أقصى درجة حتى تساعده، لكن هذا لا يهمنا، نحن يهمنا المسجد الأقصى، والحرم الشريف، ويهمنا الحفاظ على القدس درة بلادنا ودرة بلاد المسلمين في العالم.
سبوتنيك: برأيك هل التراجع جاء بعد ضغط أردني أم مبعوث الرئيس الأمريكي حث نتنياهو على ذلك؟
شعث: نتنياهو أعلن اليوم أن ما قام به لا علاقة له بقضية السفارة الإسرائيلية في عمان، وإنه قام به لاعتباراته الخاصة، وليس كمبادلة أو كمقايضة مع الأشقاء الأردنيين حول القتل الذي قام به حارس إسرائيلي ضد مواطنين أردنيين، أحدهم صاحب المبنى وطبيب واضح جدا العدوان عدوان إسرائيلي.
أما الإسرائيليون فيقولون لا علاقة لنا بذلك ولم نقدم تنازلات، كل ما قمنا به هو استبدال الأسوار الإلكترونية بكاميرات إلكترونية.
سبوتنيك: لماذا تحاول إسرائيل تكرار ما جرى أيام اقتحام شارون للمسجد الأقصى وتصب الزيت على النار ما قد يدفع إلى انتفاضة جديدة؟
شعث: ليس هدفهم قيام انتفاضة جديدة بدون شك، وأعتقد أنهم تفاجأوا بهذه الانتفاضة وبسالة من يقومون بها وإصرارهم واستمرارهم وما خلقته من أيام تذكرنا بالانتفاضة الأولى، السيدات يطبخن وينزلن إلى الشارع بالأكل وبالماء وبالسجاجيد عشان الناس يسجدوا عليها، هذا الشيء لم نراه من وقت الانتفاضة الأولى عام 87، هذا التكاتف وهذا الصمود في الشارع المقدسي، لا أعتقد أن الإسرائيليين كانوا يتوقعونه.
الشيء الثاني أن الانتفاضة سلمية وغير عنيفة، وهذا لا يمكن إسرائيل من التشهير بها كما يقولون دائما إنه نحن الإرهاب، وإنما الإرهاب هم، استمرار هذه الانتفاضة المقدسية بالطريقة اللا عنفية التي حدثت في الانتفاضة الأولى، أنا لا أعتقد أن الإسرائيليين كانوا يتوقعونها.
أجرى الحوار: فالح طه