وحتى الآن وصل الناشطون العراقيون، القائمون على حملة المليون توقيع لأجل الحقيقة، لأغلب أبناء محافظات البلاد، وأخر ما تضمنته القائمة تواقيع شباب وفتيات من محافظة نينوى أبرز المنكوبات من جرائم "داعش" الإرهابي.
وكشف المتحدث الإعلامي باسم الحملة، علي عامر المكدام، عن تقرير مفصل في تصريح خاص لمراسلة "سبوتنيك" في العراق، اليوم الأربعاء 26 يوليو/ تموز، قائلا "منذ ثلاث سنوات، عندما دخل تنظيم "داعش" الإرهابي تحديداً في يناير/ كانون الثاني، ويونيو/ حزيران 2014، الفلوجة، بمحافظة الأنبار، ومدينة الموصل، مركز نينوى، غرب البلاد وشمالها، وخلال أيام احتلتها بالكامل دون معرفة كيفية دخولهم ما شكّل صدمة لجميع العراقيين".
وحدثت بعد سيطرة "داعش" على المحافظتين المذكورتين، بالإضافة إلى صلاح الدين، مجازرة كبرى، وأبرزها "جريمة العصر سبايكر" بحق طلاب القوة الجوية، في منتصف حزيران 2014، مثلما ذكر المكدام.
وأضاف، عثر على (8020) جثة في الأماكن المذكورة أعلاه، حولت إلى دائرة الطب العدلي في العاصمة، وحتى الآن تم التعرف على (6030) جثة من خلال فحص الحمض النووي (DNA)، ومازالت (1990) جثة في الطب العدلي بانتظار مطابقتها مع ذويها.
وأكمل المكدام، أن فريقا من منظمة "icmp" مع فريق المقابر الجماعية في مؤسسة الشهداء، يعملان حاليا على كشف مقابر جماعية في القصور الرئاسية لصدام حسين، في صلاح الدين.
حيث الاعتقاد بوجود عدة مقابر جماعية، في القصور، يتراوح العدد بين 180 إلى 250، وهناك بعض الأماكن في قرية العوجة "مسقط رأس صدام حسين رئيس النظام السابق، نحو (8 أميال، 13 كم) إلى الجنوب من تكريت، وفيها يعتقد وجود أكثر من سبع مقابر.
وضمن حديثه، يقول المكدام "بعد ثلاث سنوات من الأسئلة الكثيرة وعلامات التعجب والاستغراب في وجوه عامة الشعب وعدم معرفتهم حقيقة ما جرى في الموصل وسبايكر، وعذاب أم عراقية فقدت ابنها في تلك المجزرة تدعى أم محمد بحثت عنه في كل شبر من العراق دون أية نتيجة أو أثر له حياً أو ميتاً".
ومن هذا الأساس انطلقت حملة المليون توقيع لكشف الحقيقة عن سبايكر وسقوط الموصل لمحاسبة المتسببين والمقصرين في ذلك والقصاص منهم دون استثناء وذلك في 1 يوليو الجاري، بالتعاون مع تحالف المادة 38، وعقد في نفس اليوم مؤتمر صحفي بحضور عدد من الفضائيات العراقية ومؤسسي الحملة والناشطين ومنظمات المجتمع المدني.
وبعد هذه المحافظات انطلق مطلقو الحملة، إلى الموصل مع إعلان تحررها بالكامل من قبضة "داعش" الإرهابي، في العاشر من الشهر الجاري، وأكثر من 50 شاب وشابة من الناشطين في نينوى ووقعوا.
ولقت الحملة صدى واسعا وإقبالا كبيرا خصوصاً في الموصل، ليرتفع عدد الموقعين من مختلف أنحاء البلاد، حتى الآن أكثر من نصف مليون توقيع، وعليها ستكون للفريق القائم عليها، خطوات أخرى على رأسها الإعلان بمؤتمر صحفي قريبا، عن بدء تنفيذ برنامج التحقيق مع منظمة الأمم المتحدة والجهات المعنية.
ونوه المكدام، إلى توجه فريق الحملة نحو تشكيل لجنة استقصاء للحقائق المعنية بسقوط الموصل، ومجزرة سبايكر، لافتا إلى تسجيل التواقيع المكتوبة بإرسالها "سكرين" إلى منظمة آفاز الالكترونية العالمية والتي بدورها تتكفل بفرز التواقيع وإضافتها للعريضة.
وخسر تنظيم "داعش" الإرهابي أغلب مناطق سيطرته في العراق، وما تبقى له عدد قليل من الأقضية هي "تلعفر، والحويجة، ورواة والقائم وعانة"، يتعرض فيها لقصف يومي مكثف يشنه الطيران العراقي، مع مروحيات التحالف الدولي ضد الإرهاب، شمال وغرب البلاد.