وأضاف: تعود قوتنا إلى استقلالنا في عام 1971، عندما اتخذ قرار مبكر بالسعي دائما إلى الحوار والدبلوماسية في مواجهة لغة القوة والتهديد، وفي الوقت نفسه، عقدنا العزم على توجيه القرارات الاقتصادية والاستثمارية من خلال اتخاذ وجهة نظر طويلة نحو مصالحنا في الداخل، في المنطقة والعالم.
ولفت وزير المالية إلى أنه قد تم جني ثمار ذلك النهج، حيث يعتبر مشروع "سيتي سنتر دي سي" في العاصمة الأمريكية مثالا رائدا على ذلك، إذ أن استثمار "شركة الديار القطرية"، والذي تبلغ قيمته 1.5 مليار دولار في هذا المشروع التجاري والسكني، هو أكبر استثمار للقطاع الخاص في واشنطن، حيث أنه خلق فرص عمل وقدم ركيزة أساسية للتنمية المستقبلية في المدينة.
وبين الوزير أن التجربة الناجحة قد تم تكرارها بالقرب من ممر سابين في ولاية تكساس، حيث دخلت "قطر للبترول" مع شركتين رئيسيتين أخريين هما "إكسون موبيل" و"كونوكوفيليبس" لبناء واحدة من أكبر محطات الغاز الطبيعي المسال في العالم، إذ سيولد هذا المشروع، الذي تبلغ قيمته 10 مليارات دولار، آلاف الوظائف في الولايات المتحدة ويدفع مليارات الدولارات إلى الأمام في مجال التنمية الاقتصادية.
وأضاف:
تلك المشاريع تأتي بالإضافة إلى 27 مليار دولار التي استثمرتها قطر في الولايات المتحدة خلال العامين الماضيين، وما يقرب من 10 مليارات دولار بقيمة تفوق الميزانية المقررة للمشاريع الجديدة والقائمة في السنوات المقبلة.
وعلى الجانب الآخر، أكد العمادي أن الدولة حققت استثمارات كبيرة في الداخل، واليوم أصبحت قطر تمتلك واحدا من أكبر المطارات الحديثة في العالم، والذي يستوعب حاليا زيادة في حجم الشحن الجوي من الشركاء التجاريين العالميين للتخفيف من أوجه القصور من الدول المحاصرِة. وكان الميناء الجديد حيويا في تمكين تدفق المواد الغذائية ومواد البناء في البلاد، وعلى إثر ذلك استمرت الحياة اليومية في قطر دون انقطاع.
وختم بالإشارة إلى أن إصلاح الأضرار الاقتصادية والاجتماعية التي سببها الحصار لن يكون سهلا، ولكن يجب أن تبدأ تلك الدول بإنهاء الحصار والسماح بإجراء حوار منطقي وعقلاني، مستشهدا بمقولة هنري فورد: "إن تجمعنا معا هو البداية، والاستمرار معا هو التقدم؛ والعمل معا هو النجاح". فلننهي هذا المأزق الكارثي ونهدف إلى تحقيق النجاح.