وتساءل نعمان في مقالته في صحيفة "البناء" اللبنانية عن أن الذين يتوقعون من أمريكا هذه "المكرمة" يعرفون أن الجيش اللبناني قادر بوضعه الحالي على القيام بالمهمة الوطنية المطلوبة من دون دعم منها، فلماذا يطالبونها بذلك؟
واعتبر نعمان أن هناك فريقا من أهل السياسة والمصالح في لبنان متضرر من وجود "حزب الله" ونشاطه المقاوم، ويخشون من أن تؤدي انتصاراته على تنظيمات الإرهاب التكفيري إلى تعاظم نفوذه السياسي ودوره الإقليمي وانعكاس ذلك سلبا على وجودهم ومصالحهم الذاتية. على حد تعبيره.
ونوه إلى أن إسرائيل تشاطر بعض الحكام العرب مخاوفهم من تزايد قدرات "حزب الله" العسكرية وتوسع دوره الإقليمي، وانعكاسه سلبا على وجودها ومصالحها وعلى وجودهم ومصالحهم ومصالح أمريكا كما مصالح حلفائها في المنطقة.
وقال نعمان:
اليوم تجد أمريكا وإسرائيل وحلفاؤهما أنفسهم أمام واقع جديد متزايد الخطورة على مصالحهم. ذلك أن فشل سياستهم في دعم تنظيمات في العراق وسوريا قد صب في مصلحة قوى المقاومة العربية عموما، ولا سيما في لبنان، الأمر الذي يستوجب، في نظرهم، احتواء هذه القوى في سياق العمل على تحييد بعضها وضرب بعضها الآخر. على حد وصف نعمان.
في هذا السياق يدعو المتضررون إلى قيام الولايات المتحدة، تحت ستار دعم الجيش اللبناني في هجومه على "داعش" لتحرير جرود رأس بعلبك والقاع، بضرب قوات "حزب الله" العاملة مع الجيش السوري في الجرود السورية المقابلة للجرود اللبنانية، والعمل بعدئذ بالتعاون مع فريق 14 آذار على تمديد سلطة القوات الدولية "يونيفيل" في جنوب لبنان لتشمل حدوده الشرقية مع سوريا.
وتحدث الكاتب نعمان عن أن هناك محاذير وغيرها قد لا تُلجم دونالد ترامب عن ركوب مغامرة ضرب "حزب الله" في سوريا. فهو ليس أقل جنوناً من الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن الذي لم يتوان عن اختلاق كذبة فاجرة حول امتلاك العراق في عهد صدام حسين أسلحة نووية، وأكذوبة تحالفه مع "القاعدة" ليبرر شن حرب ضارية لا مجدية عليه ما زال شعبه يعاني حتى الآن من آثارها الكارثية.
وأضاف: يزداد هذا الاحتمال الجنوني قابلية مع استذكار حقيقة متكررة في تاريخ الولايات المتحدة هي أن
لكل رئيس أمريكي حربه الخاصة ضد من اعتبره، بحق أو بغير حق، تهديدا لبلاده ومصالحها.