ولفت إلى أن الرد القطري كان إصرارا على دعم الإرهاب واحتضان المزيد من رموزه وتوسيع منصات خطابات الكراهية، والتنقيب في كل تفاصيل الحياة في الدول الأربع، واستغلالها لنشر واختلاق الأزمات والغوص أكثر في الحضن الإيراني، والاستعانة بالعسكر التركي لطلب الحماية! على حد وصف الكاتب صلاح.
وأضاف: ابتكرت قطر نظرية جديدة في العلوم السياسية وحل الأزمات وعلاج الخلافات، واستندت إلى شبكة المصالح التي أنفقت عليها كثيرا على مدى سنوات في دعم موقفها، واستخدمت "الإخوان المسلمين" في كل مكان ذئابا منفردة ومتجمعة، للهجوم على الدول الأربع والدفاع عن الدوحة بكل الوسائل. على حد تعبيره.
وتحدث الكاتب في صحيفة الحياة عن أن المرء يجلس أمام شاشة التلفزيون ويتنقل بين القنوات القطرية، سواء تلك التي تبث من الدوحة أو التي تنفق عليها قطر وتبث من إسطنبول أو بريطانيا، ليتعرف إلى الأحوال في المدن القطرية، وكيف يتم التعامل مع مسألة المقاطعة وردود فعل المواطن القطري ورأي الشارع هناك في كل ما يتعلق بالأزمة القطرية.
ثم — يضيف الكاتب — تفتح هاتفك الصغير أو حاسوبك الآلي وتعرج على مواقع صحف الدوحة أو عشرات، بل مئات، الصفحات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي التي خصصت لها قطر آلاف الحسابات المضروبة، فلا تجد إلا دفاعا عن التصرفات القطرية، وسبابا وشتائم ضد رموز الدول الأربع وشعوبها.
وقال:
بالطبع ستجد مساحات من التعليقات والأخبار والآراء المؤيدة للموقف القطري، وستلاحظ أيضا تلميعا لوجود رموز "الإخوان المسلمين" وتبريرا لجرائم "داعش" و "النصرة" و "القاعدة"، لكن المساحة الأكبر والزخم الأعظم يكون دائما للتنقيب عن أزمة في مصر أو مشكلة في السعودية أو خناقة في الإمارات أو حادث مرور في البحرين.
وختم محمد صلاح مقالته بالإشارة إلى أن الدول الأربع حددت مطالبها وشروطها ولن تحيد عنها. وقطر كانت أداة رئيسة في محاربة مصر ردا على خلع "الإخوان" بعد ثورة الشعب المصري على حكم الجماعة، إذ جيشت الدوحة إمكاناتها لمحاولة إسقاط الحكم وإفشال كل مشروع وهدم كل بناء وحرق الأخضر واليابس، ولم تنجح خططها ولم يسترد الإخوان السلطة، بل دفعوا ثمنا فادحا لرهانهم الخاسر.
إذا النتيجة المتوقعة للاختيار القطري محسومة ولن تختلف كثيرا عن مصير الإخوان، ففي السياسة يمكن أن تجتهد، أما الرهان فثمنه غالبا ما يكون فادحا.