وقام صحفيون بجولة نظمتها الحكومة بالبلدة، اليوم الأربعاء، وهم أول شهود من الخارج واطلعوا على ما خلفته المعارك النادرة في المملكة أكبر مصدر للنفط في العالم.
ورافق الصحفيون القوات الخاصة في مركبات مدرعة وشاهدوا الشوارع في الحي القديم بالعوامية وقد تحول إلى ساحة حرب في مشهد بعيد كل البعد عن مشاهد المدن المتألقة في الخليج الغني بالطاقة. ولم تقع أي معارك خلال الجولة.
وظهرت هياكل السيارات المدمرة وقد علاها الصدأ على مقربة من المنازل المهجورة التي امتلأت جدرانها بالفتحات والثقوب الناجمة عن القذائف والرصاص.
وعلقت صور "الشهداء"، الذي بدا أحدهم في السادسة عشرة من العمر، على أعمدة الإنارة وجدران المباني التي نجت من الهدم.
واحتدم القتال هذا الشهر عندما انضمت قوات خاصة للعملية التي بدأتها السلطات في أيار/ مايو لهدم الحي القديم المعروف باسم "المسورة" لمنع المسلحين من استخدام أزقته للإفلات من الملاحقة.
ولم تنشر أرقام الخسائر، لكن مندوبا من وزارة الداخلية قال إن 8 من فرقة الرد السريع في الشرطة و4 من جنود القوات الخاصة قتلوا منذ بدء الحملة الأخيرة. ويقول سكان إن 9 مدنيين قتلوا في أعمال عنف في الأسبوع الأخير.
ويقدر سكان أن زهاء 20 ألف شخص لاذوا بالفرار أو جرى إجلائهم إلى بلدات وقرى أكثر أمنا بمناطق مجاورة.
وقال مندوب وزارة الداخلية إن الحي القديم بات خاويا إلا من "الإرهابيين" منذ الأشهر الستة الأخيرة لكن قوات الأمن اضطرت للانتظار حتى تغادر الأسر المناطق المجاورة قبل أن تبدأ توغلها النهائي.
وتقول السلطات إنها قدمت تعويضات للسكان الذين اضطروا للرحيل.
وأظهرت لقطات نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي اليوم الأربعاء جنود قوات الأمن وهم يحتفلون بما حققوه من تقدم.
لكن المعركة ربما لا تكون انتهت وقد تؤجج الحملة الشعور بالاستياء بين بعض السكان الذين يشتكون من التمييز وهي اتهامات تنفيها سلطات المملكة.
وتواصل عشر جرافات العمل بحماس لهدم مزيد من المباني وجمع الأنقاض التي خلفتها الاشتباكات وظل الجنود الذين يقودونها يرتدون الخوذات والسترات الواقية.
وتقول السلطات إنها ستبني بدلا من "المسورة" حيا راقيا يتضمن مراكز تسوق ومباني إدارية ومساحات خضراء ونافورات مياه.