ولفت عماد سالم إلى أنه بناء على ذلك تم تدشين الانعطافة من أمريكا عندما وضع ترامب مكافحة الإرهاب على رأس أولوياته، وهنا تحركت البيادق، وبدؤوا أولا بغسل يدهم من دعم وتمويل الإرهاب، وشاهدناهم وكأنهم في سباق تتابع ينطلق الواحد بأقصى سرعة لإعطاء الفرصة للآخر ليكمل على أمل الوصول إلى خط النهاية بأمان، ولا ضير إن كان أول الواصلين. على حد وصف سالم.
وأضاف: تحركت السعودية، وكانت أول من ركب حصان "مكافحة الإرهاب"، وحاولت رمي وزر حرب السنوات السبع على قطر، واتهمتها بدعم التطرف والتكفير وزعزعة استقرار المنطقة ؟!. ومن ثم جمعت المعارضة المنضوية تحت عباءتها وأبلغتها بتغير قواعد الاشتباك، وأنذرتها للبحث عن خطاب يلائم المرحلة، تتخلى فيه عن بند إسقاط "النظام السياسي"، وذلك توطئة للتخلي الكلي عنها في المرحلة المقبلة، عبر وقف رواتب شخوصها، وإلغاء حجوزاتهم في الفنادق الفارهة… ولم يتأخر أردوغان كثيرا حتى اتخذ قراره بإعلان وقف الدعم المالي لـ"الائتلاف"، والمقدرة بنحو 320 ألف دولار شهريا. بحسب ما ذكره الكاتب السوري.
واعتبر سالم أن كل من هجر سوريا من انتهازيين ووصوليين ومأجورين، وتمت تسميتهم معارضين، هم بالأساس تجار سياسة ولا هم عندهم سوى شيكات البترودولار، وآمال عقدوها على تبوؤ منصب في حال تحققت أحلام المشغلين في إسقاط الدولة السورية، بادر قادتهم إلى تقديم استقالاتهم من المهمة التي أوكلت إليهم لأسباب "صحية".. والكل بدأ بإلقاء التهم على الكل، وعمل الصف الثاني منهم على نعت المتخلين عن المهمة من "الصف الأول" بأنهم هم من عطّلوا الحل السياسي وهم من نفذوا أجندات خارجية وهم من سرقوا الأموال.
وخلص الكاتب إلى أن المعارضة الخارجية تفككت خلال أيام من إعلان واشنطن وقف الحرب، ما يعني أن دورها شطب من المعادلة، وعليها أن تقلع شوكها بيديها، بعد أن انتهت مدة استخدامها دورا وممارسة. على حد وصفه.
وقال الكاتب: جملة المتغيرات على الساحتين الإقليمية والدولية لم تأت بفعل صحوة ضمير من أمراء الحرب، أو لأنهم اكتفوا بما سفكوا من دماء ودمروا من بنى، وإنما بفضل إنجازات الجيش السوري على كل جبهات القتال، مقابل انهيار دراماتيكي للتنظيمات الإرهابية، ولهذا اتخذ القرار بوقف الدعم عن الإرهابيين كمقدمة للتعاون في مكافحة الإرهاب والقضاء على "الجهاديين" قبل العودة إلى بلاد المنشأ، ولهذا وزعت واشنطن الأدوار على الأدوات لتنفيذ الاستدارة المطلوبة.