واعتبر الكاتب كانغ أنه من الخطأ إطلاق أوصاف سيئة على زعيم كوريا الشمالية، وليس لأن هذا السلوك غير مهذب، بل لأنه ينطوي على تقليل لقدراته. "فكيم ليس مهرجا، والتعامل معه بتلك الطريقة يعني عدم تقدير الخطر الذي يمثله الرجل، وخاصة مع تصاعد التوترات، في الوقت الحالي، بين واشنطن وبيونغ يانغ".
ويرى كانغ أن أفضل طريقة للتعامل مع كيم تقضي باعتباره مديرا تنفيذيا لشركة، ولنسمها كوريا الشمالية. ومن شأن ذلك أن يسمح لمراقبين بتجاوز مناقشات بشأن صحته العقلية والتركيز عليه كديكتاتور، ودراسة مؤهلاته كزعيم.
وأشار ديفيد كانغ إلى أنه في عالم الأعمال، تكمن أهمية مدير تنفيذي — وخاصة عندما يأتي إلى شركة متعثرة — في قدرته على القيادة والمراقبة. وفي تلك الحالة، يوفر لشركته رؤية جديدة ويشرف على تطبيقها. من ثم يحفز العاملين على زيادة الإنتاج، وينظم عملية الأداء والتقييمات بحيث تتضح التوقعات.
ولفت الكاتب كانغ إلى أن النقاشات بشأن حالة كيم العقلية ضارة بالسياسة الخارجية الأمريكية، لأنها تشتت اهتمام أطراف خارجية عن مواجهة القضايا الحقيقية مع كوريا الشمالية أهمها برنامجها للأسلحة النووية. وعند النظر إلى كيم كمدير تنفيذي، عوضاً عن كونه قائداً سياسياً عادياً، فضلاً عن التركيز على الملامح غير السياسية لحكمه، فذلك هو ما يقوم به قادة في أي منظمة أو شركة من أجل طرح توقعات وتحقيق استقرار.
وبحسب الكاتب، فإن رؤية كيم لكوريا الشمالية تسير وفق خطة "باي يونجين" التي تبنتها سنة 2013 اللجنة المركزية لحزب العمال الكوري في نيسان/ أبريل، والتي تدعو لتنفيذ تطوير متزامن بين اقتصاد كوريا الشمالية وأسلحتها النووية.
وبحسب كانغ، لا تعني خطة" باي يونجين" أن كيم استهل عملية إصلاحات اقتصادية شاملة، بل تعني أنه ربط شرعيته بقدرته على تحقيق وعده بتطوير اقتصادي والمضي قدماً في تصنيع أسلحة نووية. ويبدو أنه كوريا الشمالية تسير، تحت قيادته، نحو تحقيق الهدفين.
وخلص الكاتب كانغ إلى أنه نتيجة لما ذكر، فإن التعامل مع كوريا الشمالية وزعيمها باستخفاف وسخرية لن ينفع الغرب، ولن يقلل من الخطر الذي تمثله أسلحة كوريا الشمالية النووية أو صواريخها الباليستية.