وقال الموقع أن أحد سيناريوهات حل الأزمة قد يأتي في صورة تغيير النظام القطري باستخدام القوة العسكرية، بحيث يتم استبدال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بأحد أفراد عائلته الذين يتصفون بقدرتهم على التكيف، إلا أن هذا السيناريو يعد مستبعدا بالمقارنة بالسيناريو التالي.
وفي سيناريو آخر أكثر احتمالية، يمكن لقطر أن توقف دعمها لجماعتي الإخوان المسلمين وحركة حماس، وأن تتعهد بالسيطرة على شبكة الجزيرة الممولة من الدولة، وللوصول إلى هذا الحل ستلعب كل من الكويت وسلطنة عمان دور الوسيط وسيظل بن سلمان في دوره كرجل دولة.
وتشير المواقف الأخيرة بين السعودية وقطر إلى أن العلاقة بين الدولتين أصبحت مشابهة للفخ الذي يميل صاحب القوة للإيقاع بخصمه الذي يراه يقترب من عرش قوته ويريد أن ينازعه عليه، وتجدر الإشارة هنا إلى أن من يقيمون على الأراضي السعودية يبلغون 32 مليون نسمة ثلثهم من العاملين الأجانب، بينما من يقيمون على الأراضي القطرية 2.6 مليون نسمة، 90% منهم أجانب، ما يعني أن المصالح الأجنبية تدخل في معادلة كل من الدولتين.
وعلى ذكر صراع القوى في المنطقة، نجد أن إيران بما تحمله من عداء تاريخي للسعودية تظهر على الساحة كمنافس قوي للسعودية على ميزان القوى في الشرق الأوسط، خاصة وأن إيران لها مؤيديها في العديد من الدول العربية بداية من العراق وسوريا مررورًا بلبنانوانتهاء باليمن، وعندما قطعت السعودية المساعدات عن قطر ظهرت إيران كالمنقذ لها بتقديم المساعدات الغذائية وغيرها.
اللهم وفق #خادم_الحرمين_الشريفين.. وسمو نائبه الأمير #محمد_بن_سلمان على كل مايقدمونه لحجاج بيت الله..
— ذياب المكاحله (@e7sas_alsubaie) August 17, 2017
اللهم احفظ على بلادنا مقدساتها وأمنها pic.twitter.com/9hN8iHWDuG
ويأتي سؤال في ظل هذه الظروف ليطرح نفسه، "هل أخطأ بن سلمان في قراءة الحقائق السياسية والاقتصادية، أم أنه أقحم نفسه في مسؤوليات أكبر من إمكاناته؟
وأشار الموقع إلى أن الحرب في اليمن تعتبر أحد هذه المسؤوليات، فقد جاء القرار السعودي بالمشاركة في العمليات العسكرية باليمن، في الفترة التي تولى فيها بن سلمان وزارة الدفاع، إلا أن الحرب في اليمن تحولت بعد عامين إلى كارثة إنسانية ومجاعة ونحو 500 ألف حالة كوليرا.
ويحسب لبن سلمان أن أدرك ضرورة تغير السياسة خاصة في ظل تحديات داخلية شديدة، تمثلت في صعوبات اقتصادية، وهو ما جعله يلجأ إلى "رؤية 2030" التي ترمي إلى التنوع الاقتصادي وخصخصة جزء من الاقتصاد الوطني، كما حاول بن سلمان إثبات أنه على قدر من النضوج السياسي يؤهله إلى تولي القيادة في المستقبل، وهو ما جعله يستضيف زعيم التيار الصدري الشيعي، مقتدى الصدر في أول زيارة له للملكة منذ 2006.
وتبقى بعض الأسئلة دون إجابات حتى الآن، مثل: متى تنتهي العملية الكارثية في اليمن، وهل ستستمر تركيا وإيران في محاولة تقويض الحصار على قطر، وهل ستخضع قطر لمطالب دول الحصار، فليس أمامنا سوى الانتظار فكما يقول المثل العربي "الصبر مفتاح الفرج".