كشف رئيس مركز "لالش" الثقافي، الاجتماعي، عضو مجلس الناحية، سليمان فانو حجي، في حوار خاص لمراسلة "سبوتنيك" في العراق، عن عودة الحياة إلى الناحية وقرى الايزيديين، وأحوالهم بعد الإبادة التي نفذها تنظيم "داعش" الإرهابي بكل شناعة في مثل هذا الشهر قبل ثلاثة أعوام.
وأفاد حجي، بأن العائلات الايزيدية الموجودة حاليا — التي عادت إلى مناطقها بعد تحريرها، في سنوني والمجمعات السكنية والقرى وما فوق جبل سنجار، غربي الموصل، بلغت حتى الآن (10455) عائلة عدا مركز القضاء الذي لم تعد إليه الحياة بعد بسبب خطورة الوضع فيه.
ويقول حجي، إن الحياة في المنطقة، تقريبا بدائية، بسبب قلة الخدمات، والأمن الداخلي لا بأس بهه، لكن الحدود غير مسيطر عليها بالكامل، من قبل قوات البيشمركة والحشد الشعبي والجيش العراقي.
وأضاف، أن الأهالي يوميا يعودون إلى مناطقهم، تقريبا 50 عائلة ترجع في اليوم الواحد، بسبب سوء الأحوال في المخيمات وحياة النزوح يضطرون إثرها العودة إلى ديارهم رغم انعدام الخدمات فيها.
ويرى حجي، لو توفرت الخدمات وعلى رأسها الطاقة الكهربائية والماء، فإن الحياة ستكون عادية في الناحية والقرى التابعة لها والمجمعات.
وأوضح، أن الكهرباء الوطنية تتوفر ساعة تجهيز واحدة مقابل 10 ساعات إطفاء، وتأتي بفولتية أقل من 100 —مما جعل الناس تلجأ إلى شراء مولدات الطاقة الصغيرة، أو الاشتراك بخطوط من مولدات الأهالي مقابل أموال شهرية.
وأكمل حجي، أن الماء مرتبط بتوفر الكهرباء، وبانعدام الأخيرة لا تتوفر المياه لأن مشاريعها متوقفة على الطاقة — متعلقتان مع بعضهما.
وبشأن تطهير ناحية سنوني والقرى التابعة لها، من عبوات ومتفجرات — مخلفات تنظيم "داعش" الإرهابي، أخبرنا حجي، بأن هناك منظمة أمنية أمريكية، موجودة من الأيام الأولى ما بعد التحرير تعمل في المنطقة حتى الآن، وعملها نستطيع القول عنه 100 بالمئة جيد.
وأكمل، أن المنظمة الأمريكية، طهرت المنطقة من العبوات الناسفة والمتفجرات تقريبا بنسبة 90% من ناحية الشمال — أي سنوني، ولكن المنظمة لم تذهب إلى جنوب سنجار لأنها ليست تحت سيطرة قوات البيشمركة.
وعن حصة الأطفال من عودة الحياة، أكد حجي، أن الأطفال واضبوا على الدوام في العام الدراسي الماضي تقريبا في 25 مدرسة للدراسة الكردية والعربية من مجموع 125 مدرسة فقط في ناحية سنوني والمجمعات والقرى التابعة لها، أما سنجار أصلا لم تعد إليها الحياة بعد حتى الآن.
وهناك من لم يبق في المنطقة وهاجر إلى دول أوروبا بعد الإبادة التي وقعت على المكون على يد تنظيم "داعش" الإرهابي الذي سبى النساء والفتيات كجاريات لعناصره للاستعباد الجنسي وتجارة الرقيق، بعدما ذبح ذويهن ودفن منهم أحياء أمام أنظارهن.
وفي ختام حديثه، ذكر حجي، أن عدد العائلات التي غادرت سنوني، وهاجرت خارج البلاد، لا توجد إحصائية مضبوطة بها، لكن 10 % هم من هاجروا الناحية.
يذكر أن قوات مشتركة من البيشمركة الكردية، والمقاتلين الايزيديين، حررت ناحية سنوني شمال قضاء سنجار (125 كم غرب الموصل)، بالكامل من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي، في أواخر ديسمبر/ كانون الأول 2014.