ومن المتوقع أن يتوجه لافروف لاحقا إلى أبو ظبي، حيث سيجري مباحثات مع ولي العهد الأمير محمد بن زايد آل نهيان ووزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان.
وفي الدوحة سيجري وزير الخارجية الروسي مباحثات مع الأمير تميم بن حمد آل ثاني وكذلك نظيره القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني ووزير الدولة لشؤون الدفاع خالد بن محمد العطية.
قال المحلل السياسي الروسي تيمور دويدار "إن هذه الزيارة لها جانب سياسي وآخر اقتصادي، فالتعاون الاقتصادي بين روسيا ودول الخليج في الآونة الأخيرة يشهد نمو، وإن كان محدودا بالمقارنة مع الدول الأخرى، لكن هناك نموا معتبرا، إضافة إلى مشاريع استثمارية متبادلة مع الكويت والإمارات وقطر، وتوجد مؤسسة مشتركة بين قطر وروسيا.
وأضاف دويدار "موضوع المشكلة القطرية مع دول الخليج، أعتقد أن السيد لافروف سوف يمارس كل يملك من لباقة دبلوماسية لتخفيف الشحن المتواجد في المنطقة، وسوف يتم الحديث عن القطاع الأمني في المنطقة بما فيها شمال إفريقيا".
وأشار دويدار "التوتر بين الأشقاء العرب وصل إلى ذروته في الخليج، ولافروف يستخدم كل ما في وسعه لحل الخلافات دبلوماسيا، وهو لن يقوم بدور الوسيط، وإنما يدعو الأشقاء لحل المشكلة بالحوار، وزعماء تلك الدول قادرون على ذلك".
وختم دويدار قائلا "أعتقد أن الوقت قد حان للدول الخليجية في أن يكون لها دور فعال في الواجهة في حل الأزمة في سوريا، وليس كما شاهدناه من قبل حيث كان دورها خلف الستار، وربما ينتقد البعض الدول الخليجية لعدم تواجدها في الأزمة السورية، فالمثلث الذي نراه الآن يتألف من روسيا وإيران وتركيا، ولاتوجد أي دولة عربية، لذا هذه الزيارة هي أيضا تمهيد لمؤتمر أستانا".
من جانبهن قال الدكتور علي الهيل، أستاذ العلوم السياسية "نحن في دولة قطر فرحون بزيارة السيد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى كل من الكويت وأبوظبي وقطر، لأن السمعة التي يحظى بها السيد لافروف هنا في دولة قطر في أنه سياسي محنك، وأنه أقدر فهما في أوضاع الخليج العربي من الأمريكيين على سبيل المثال، لذلك فإن المعطى الروسي الذي دخل بقوة على إثر زيارة وزير الدولة للشؤون الدفاعية القطرية الدكتور خالد بن محمد العطية إلى روسيا، قد يؤدي إلى توقع قطر مع روسيا صفقة لشراء صواريخ بالغة الدقة وتتفوق على صناعات عسكرية في الولايات المتحدة وفي دول الاتحاد الأوروبي، لذلك فإن المتغير الروسي هو متغير قوي قد يغير من قواعد اللعبة السياسية في منطقة الخليج العربي، لاسيما في أن روسيا وقطر تشتركان في منتج الغاز وبينهما تعاون كبير بصرف النظر عن الاختلافات السياسية في سوريا، ولكن مع ذلك فقد تم التوصل إلى حل أجزاء كبيرة في الملف السوري بين دولة قطر وروسيا، وهذه مخرجات إيجابية لزيارة وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري إلى روسيا. فزيارة وزير الخارجية الروسي إلى كل من أبوظبي والكويت وقطر لها دلالة كبيرة وفي التوقيت المناسب".