وكشفت المجلة البريطانية عن أن مسقط تسعى لتشكيل تحالفات جديدة، بعيدة كل البعد عن القوى المهيمنة على مجلس التعاون الخليجي، وهو ما يجعلها لا تحاول أن تتخذ موقفا معلنا تجاه الأزمة القطرية.
حركة الملاحة
وتكمن كلمة السر في ذلك الأمر، وفقا لـ"الإيكونومست" في حركة الملاحة والشحن في ميناء "صحار" العماني، التي دوما ما تكون في تباطؤ كبير خلال فترة الصيف، لكنها هذا العام شهدت رواجا كبيرا، بسبب الحصار المفروض على الموانئ البحرية القطرية.
ونقلت المجلة عن مسؤول حكومي عماني، لم يكشف عن هويته، قوله إن حجم الشحنات في الميناء العماني ارتفعت بنسبة 30% تقريبا خلال الأشهر القليلة الماضية عن الأعوام السابقة.
Nearly 150 Qatari investors showed up for a recent event to promote investment in Oman. “A lot of deals were inked” https://t.co/waJqxSmO87
— The Economist (@TheEconomist) August 30, 2017
وعلل المسؤول هذا الأمر إلى السفن والحاويات الكثيرة، التي كانت تحمل البضائع إلى قطر، واضطرت للوقوف في ميناء "صحار"، بعدما تقطعت بها السبل إثر الحصار البحري المفروض على الدوحة.
واعتبرت قطر منذ أسابيع عديدة السلطنة بوابة جديدة للدوحة، وأكدت أن ميناء "صحار" سيحل بدلا من ميناء "جبل علي" في دبي الإماراتية.
وقالت المجلة البريطانية: "رغم أن الظاهر للعيان أن سلطنة عمان، خارج الخلاف الدائر بين السعودية والإمارات والبحرين مع قطر، إلا أنها حاليا تساعد الدوحة على مواجهة هذا الحصار، وتحقق فوائد اقتصادية عديدة من تلك الأزمة".
New: Qatar & Oman strengthen their partnership – expanding codeshares on #Qatar flights to Australia, and #Oman Air flights to Oman 🇶🇦 🇴🇲 pic.twitter.com/NnyBYy9WmX
— Alex Macheras (@AlexInAir) August 30, 2017
خطوط الطيران
ولم يتوقف الأمر عند الملاحة البحرية، بل أيضا استغلت مسقط تلك الأزمة، لزيادة رواج الملاحة الجوية بالنسبة لها.
قالت "الإيكونومست" إنه في بداية الأزمة تم منع الخطوط الجوية القطرية من دخول المجال الجوي السعودي، ولكن الدوحة استأجرت أسطول طائرات عماني، ونجحت في نقل كافة الركاب العالقين من ميناء جدة إلى الدوحة، وهو ما حقق مكاسب اقتصادية كبيرة لعمان.
ونظمت مسقط مؤخرا أيضا حدثا ومؤتمرا كبيرا، استضافت فيه نحو 150 مستثمر قطري، وأبرمت معهم عدد هائل من الصفقات.
ونقلت المجلة العمانية عن مسؤول عماني قوله: "نحن نستفيد من الحصار بكل تأكيد، لكننا لا نريد أن ينظر لنا على أننا نسعى لاستغلال الحصار من أجل تحقيق المكاسب".
ضد الهيمنة
ولكن للأمر، وفقا للإيكونومست، بعد آخر، حيث أن سلطنة عمان منذ سنوات عديدة، وهي تسعى في مجلس التعاون الخليجي، للسيطرة بصورة كبيرة على محاولات السعودية للهيمنة على مجلس التعاون.
ودللت المجلة البريطانية على ذلك الأمر بتعطيل السلطان قابوس، خطط عديدة للرياض لفرض الهيمنة على دول الخليج، ومن بينها محاولاتها لتأسيس عملة موحدة.
وقالت المجلة:
"يبدو أن السلطات العمانية، خشت أنها إذا ما وقفت في صف السعودية في تلك الأزمة، أن تكون هي التالية، خاصة وأنها تمتلك علاقات طيبة مع إيران كالدوحة تقريبا".
ولا تخشى مسقط من محاولات الهيمنة السعودية وحدها، بل قلقها الأكبر من الإمارات، على حد قوله "الإيكونومست".
وقالت المجلة: "هناك مخاوف عديدة داخل الحكومة العمانية من الدول المتزايد للإمارات جنوب اليمن ودعمها للحركات الانفصالية والحراك الجنوبي".
ولكن قلقها الأكبر أيضا يتركز في محاولات الإمارات تطوير محتمل لقاعدتها العسكرية في جزيرة "سقطرى" اليمنية، التي تقع عند مدخل خليج عدن، بالقرب من عمان.
وتخشى مسقط من أن الإمارات تسعى بكل قوة لبسط نفوذها في جنوب اليمن لمنافسة الاستثمارات العمانية الصينية في تلك المنطقة، والمتركزة على مشروع الميناء العماني في "الدقم"، وهو ما قد تعتبره عمان محاولة لتطويقها اقتصاديا، على حد قول المجلة.
وتمتلك الصين استثمارات كبيرة في ميناء الدقم ومنطقته الصناعية، وهي المنطقة التي يصفها أحد المحللين بأنها "تشبه مدينة اقتصادية صينية".