وتلعب فرنسا مؤخدراً دوراً واضحاً في التأثير على الأوضاع داخل ليبيا، وقد شعدت باريس أجتماعاً ضم رئيس الوزراء الليبي فائز السراج وقائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، حيث التزما شفهيا بوقف إطلاق نار مشروط وبالعمل على إجراء انتخابات خلال الربيع المقبل لكن سرعان ما إنهار هذا الاتفاق.
ومع ذلك، تسعى فرنسا، التي لعبت دورا بارزا في الحملة الجوية لحلف شمال الأطلسي وساعدت مقاتلي المعارضة على الإطاحة بمعمر القذافي، للعب دور أكبر في ليبيا اعتقادا منها بأن الجهود الدبلوماسية أصابها الجمود وأنها تستطيع ملء هذا الفراغ في عهد الرئيس الجديد إيمانويل ماكرون.
لكن الخطوات والمبادرات الفرنسية على هذا الخط تثيرغضب مسؤولين في إيطاليا التي سبق وقادت المساعي لإحلال السلام في مستعمرتها السابقة، فضلاً عن أنها تتحمل العبء الأكبر من الموجات المتلاحقة من المهاجرين الأفارقة الذين يعبرون البحر المتوسط انطلاقا من ليبيا.
وحتى الآن يعتبر موقف فرنسا من الجناحين المتصارعين في ليبيا في غاية الإبهام. ففيما تؤيد باريس رسميا الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة، إلا أنها حافظت خلال السنوات الماضية على خط اتصالات نشط مع حفتر والسلطات العسكرية في طبرق.
في الأثناء يرى مراقبون أن تصاعد الدور الفرنسي في إدارة الأزمة الليبية يثير غضب إيطاليا، التي سبق أن تولت قيادة الجهود الرامية إلى إحلال السلام بين القوى الليبية المتصارعة، لتخوفها من تبعات هذا الدور على نفوذها الاقتصادي والسياسي في ليبيا، كما ترى إيطاليا أن التحركات الفرنسية تهدف لمنح حفتر اعترافًا بشرعية تحركاته العسكرية على الأرض دون تقديمه تنازلات حقيقية لدفع التسوية السياسية في ليبيا.
تفاصيل الحوار في الملف الصوتي
إعداد وتقديم: فهيم الصوراني