قال ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، إن موسكو ستحلل نتائج استفتاء كردستان العراق، لكن مسألة الاعتراف بنتيجته أو عدمها غير مطروحة حاليا.
وفي الوقت نفسه، أكد الدبلوماسي الروسي أن بلاده تدعم وحدة وسلامة أراضي العراق وتدعو إلى الالتزام بدستور البلاد.
من جانب آخر، أعلن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أن الحكومة لن تلتزم بنتائج الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان، مشيرا إلى أن بغداد لا تريد الدخول في "صراع داخلي".
عن هذا الموضوع يقول سافين دزي:
إن الاستفتاء هو حق مشروع لأي شعب، خاصة بالنسبة للشعب الكردستاني، لان العراق ليس دولة موحدة، ومع الأسف الشديد فإن السياسة المشتركة تدنيت مع السياسيين العراقيين. فقبل عام 2003 كانت هناك خارطة طريق تتمثل ببناء عراق جديد على أسس ديمقراطية وشراكة حقيقية بين الكيانات المختلفة، لكن الأمر تغير في السنوات الأخيرة بوجود إدارة طائفية وخروقات في الدستور، وبناء على ذلك لشعب كردستان الحق في تقرير مصيره.
ما يخص الرأي العام الدولي في قضية استفتاء إقليم كردستان، هذا الرأي يتمثل بالحرص على الأمن والاستقرار في المنطقة، وخاصة تداعيات مرحلة ما بعد تحرير الموصل والحرب ضد الإرهاب، وهذا الرأي العام الدولي يتعلق بتوقيت الاستفتاء وليس على الاستفتاء نفسه. ومنذ اتفاقية سايكس بيكو لم يكن هناك وقت مناسب لاتخاذ مثل هكذا قرار، لذا فإن الوقت الآن يعتبر مناسب لمثل هذه الخطوة.
إن علاقة الأكراد بروسيا تاريخية، والروس أكثر موضوعية في وضع العراق والمنطقة بشكل عام، ونأمل أن لا يكون هناك قلق بشأن جهود كردستان في محاربة الإرهاب، فنحن سوف نستمر في مكافحة الإرهاب في العراق وإقليم كردستان.
إن عدم الاستقرار الموجود في المنطقة منذ غزو العراق للكويت عام 1990 مروراً بالحرب العراقية الإيرانية، ليس الأكراد سببا فيه، وحتى ما يحدث في سوريا الان، فالأكراد ليسوا سببا فيه، بل العكس من ذلك، حيث أن الأكراد عامل استقرار في المنطقة، ووجود كيان كردستاني سوف لن يغير من الوضع الراهن، بل سوف يؤدي إلى تحسن واستقرار أكثر.
إن الحلم الكردي يتمثل في تكوين دولة كردية مستقلة تكون ضمن إطار إقليم كردستان العراق فقط، كما أن الاستفتاء سيكون وسيلة لتحقيق هذا الحلم، والاستفتاء ليس نتيجة نهائية، وبغداد سوف تبقى عمقا استراتيجيا إلى كردستان.
صحيح يوجد عناصر من المعارضة الكردية لإيران وتركيا تتواجد داخل أراضي كردستان العراق، لكن من دون موافقة ورضا الإدارة الكردية، ولدينا علاقات طيبة مع إيران وتركيا، ولدينا مصالح مشتركة، ونحن نركز على حقوق الشعوب الكردستانية بكوردها وتركمانها وعربها وسريانها وكلدانها، وليس لدينا أي طموح في كردستان إيران أو تركيا، ونتمنى من هذه الدول أن تصل إلى حل مع الأقليات الموجودة فيها من أكراد وغيرهم بطريقة سليمة، ولكن نحن نركز على جهودنا في كردستان العراق فقط.
من جانبه يقول ماجد عزام:
إن الأكراد كما غيرهم من العرب هم ضحايا اتفاقية سايكس- بيكو، وبعد تلك الاتفاقية كان هناك تواجد كردي كبير في كل من دمشق وبغداد، ولم يكن هناك أي تمييز بحق المواطنين الكورد، لكن مع وصول الاستبداد والمد القومي العربي، تعرض الكرد للاضطهاد، خصوصا في العراق، حتى ضربوا ذات مرة بالأسلحة الكيماوية.
حاول الكورد بعد غزو العراق بناء الدولة المدنية الموحدة، لكن اصطدم ذلك برغبات الإيرانيين. فلو كانت هنالك جدية في بناء دولة ديمقراطية موحدة ودور سلمي لحل المشاكل لما وصلنا إلى كل ذلك.
لا يمكن المقارنة بين وضع الأكراد في تركيا وبين الأكراد في العراق، خصوصا في السنوات الأخيرة من حكم حزب العدالة والتنمية، الأكراد في تركيا تم اضطهادهم في فترات كما تم اضطهاد غيرهم من فئات المجتمع التركي، كما أن الأكراد في تركيا قاتلوا مع مصطفى كمال أتاتورك في حرب الاستقلال.
هناك خشية من أن تكون هناك كرة ثلج إذا ما أقيمت دولة كردية في العراق، فتركيا ما زالت تعارض الاستفتاء بشدة، لكنها تملك علاقات جيدة مع حكومة الإقليم وتحاول فتح قنوات وحديث مباشر مع إقليم كردستان من أجل تراجعها عن الاستفتاء، كما أن الاستفتاء حتى لو حصل فهو سيكون نظري، حيث سيكون ورقة ربما تزيد من أوراق القوة في يد إقليم كردستان في مواجهة حكومة بغداد المركزية. والموقف التركي ما زال صارم في رفض الاستفتاء ورفض الانفصال والتأكيد على وحدة العراق.
أما أندريه اونتيكوف فيقول من جانبه:
روسيا تعترف بحقوق الشعوب بما فيهم الشعب الكردي لإيجاد دولتهم، ولكن بنفس الوقت فإن روسيا متمسكة بفكرة وحدة العراق ، وهو الشيء المهم في الوقت الحاضر.
الاستفتاء الكردي في العراق سوف يؤدي إلى توتر وتصعيد وانهيار الأوضاع الأمنية ليس فقط في العراق، بل في منطقة الشرق الأوسط عموما، ذلك أن المطلوب الآن إيجاد طريقة للعلاج من الإرهاب والقضاء عليه.
نتائج الاستفتاء ستكون سيئة جداً، لذلك روسيا تصر قبل كل شيء على الاستقرار في العراق ومنطقة الشرق الأوسط، وهي النقطة الأهم.
هناك مخاوف من حدوث مواجهات بين العرب من جهة والأكراد من جهة أخرى، وهذا ليس فقط في العراق، فالتحركات الانفصالية موجودة في سوريا أيضا، حيث الأكراد في سوريا يعتزمون إجراء الانتخابات المحلية في وقت قريب، ويمكن توقع مثل تلك التصرفات في تركيا ، وأنا لا استبعد أن يؤدي كل ذلك إلى حرب جديدة بين العرب والأكراد.
هناك دولتان تدعمان استفتاء وانفصال إقليم كردستان العراق، فهناك إسرائيل تدعم وتتواصل مع الأكراد، والإسرائيليون منذ البداية يدعمون فكرة الاستفتاء، التي تساهم في تنفيذ السياسة الإسرائيلية القائمة على تفكيك العالم العربي، وكذلك هناك تصريحات من قبل الولايات المتحدة الأمريكية برفض الاستفتاء على مستوى التصريحات الرسمية، ولكنها وفي نفس الوقت تدعو فقط لتأجيل الاستفتاء، فهي لا تعارض فكرة الاستفتاء نفسها، لذلك أعتقد أن هذا الاستفتاء أيضا يصب في مصلحة الولايات المتحدة، لأنها حليف لإسرائيل، ولأن كل السياسات الأمريكية في السنوات الأخيرة تهدف إلى تفكيك العالم العربي. لذلك توجد دولتان على الأقل، تدعمان استقلال إقليم كردستان وهما كل من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.
إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون